سكر الفركتوز: عصارة الفواكه كبديل للسكر الأصحاب السمنة ومرضى السكر

سكر الفركتوز: عصارة الفواكه كبديل للسكر الأصحاب السمنة ومرضى السكر

هل تريد اتباع حمية غذائية سليمة وتناول الطعام الصحي وتجنب أمراض الدم والقلب؟

إذا كنت تُعاني من مرض السكري، أو ترغب في تقليل نسبة السموم البيضاء بجسمك مثل السكر الأبيض.

الجواب إذاً سيكون “الفركتوز”.

فالعديد من مرضى السكري كانوا في السابق يمتنعون عن تناول السكريات والاعتماد على مبدأ “الحرمان من أجل الحفاظ على الصحة”.

كما يلجأ البعض في البحث عن بدائل أخرى للسكر الأبيض مثل السكر البُني أو سكر الدايت إذا كانوا يتبعون حمية غذائية.

كان لا يعلم الكثير أن هناك بديل طبيعي للسكر مُستخلص من الفاكهة والخضروات الطبيعية وبسعرات حرارية أقل.

ماذا تعرف عن سكر الفركتوز؟

الفركتوز هو نوع بسيط من السكر ويتواجد داخل الفاكهة والخضروات الطبيعية والعسل الطبيعي.

وليس من الصعب الحصول على سكر الفركتوز، فبإمكانك تناوله من مصدره الطبيعي أو عن طريق عملية تصنيعه وسيتم شرح ذلك لاحقاً.

حيث يستخدم الفركتوز منذ منتصف القرن التاسع عشر كمستخلص طبيعي للسكر؛ وكان له نتائج إيجابية جيدة على مجموعات مُختلفة من الحالات.

أبرزهم كانوا يعانون من مرض السكري ومجموعات أخرى ترغب في إنقاص الوزن.

كما تظهر نسبة الفركتوز بنسبة أقل في أغلب الفاكهة الطبيعية (حيث يحتوي على السكروز والجلوكوز)؛ ذلك لأنها يحتوي على نسب عالية من الألياف والعناصر الغذائية مما يجعلها تمتص النسبة الأغلب من السكر.

وفي عام 1980 حتى 200 اتجه العديد من المواطنين الأمريكيين لزيادة استخدام الفركتوز ثلاثة أضعاف سكر الطعام نظراً أنه أقل ضرراً و قد كثر استخدامه من قبل مرضى السكري.

وحتى يحصل الجسم على مصدر الطاقة الرئيسي فإنك ستتناول ملعقة من السكر التي تحتوي على الجلوكوز، في حين أن الفركتوز الذي ستتناوله سيتم حرقه عن طريق الكبد فقط بعد أن يتم تحولية إلى جلوكوز لكي يمدك بالطاقة أيضاً.

يغد الفركتوز المُركز هو أكثر الأنواع من حيث الحلاوة؛ لذلك يلجأ البعض لاستخدام كميات أقل منه في صناعة الأكلات والحلويات مقارنة بالسكر الأبيض لتحقيق نفس النتيجة.

ويستخرج الفركتوز من نوعين:

النوع الأول مُشتق من الفاكهة والخضروات الطبيعية لكن في العادة تكون نسبة الفركتوز في الخضروات أقل مثل:

  • التفاح
  • الذرة
  • الكراميل
  • التين المجفف
  • العسل
  • الكمثرى
  • الخوخ
  • الذرة
  • عرق سوس
  • الهليون
  • جذور الهندباء
  • الخرشوف
  • الكراث
  • البصل

النوع الثاني وهو يتمثل في مركبات الكربون الهيدروفلورية(HFCS)؛ والذي يوجد في الحلويات والمشروبات الغازية وغيرها من الأغذية المُصنعة.

كما يُنصح بعض المختصين في مجال الحمية الغذائية بتناول الفركتوز كنوع من التحلية الآمنة التي لا تسبب أخطار صحية لمرضى السكري أو للأشخاص ككل.

ولكن في أغلب الأحيان يُعاني البعض من سوء هضم الفركتوز بالجسم مما يؤدي لحدوث مشكلات بالهضم وهو ما يسمى”سوء امتصاص الفركتوز”.

وبالرغم من أن معدل الفركتوز لا يسبب ضرراً على الصحة مقارنة بالجلوكوز؛ إلا أن زيادة الإسراف في استخدامه يمكن أن يؤدي لحدوث مشكلات بالأيض أو ما يعرف بمصطلح”Metabolism”.

تلك العملية مسؤلة عن إعادة النشاط والطاقة للجسم عن طريق تكسير المواد الغذائية داخل الجهاز الهضمي وتوزعيها على أشكال طاقة مختلفة داخل الجسم.

مشكلات وأضرار صحية قد يسببها الفركتوز:

بالتأكيد لكل شئ فوائد وأضرار؛ وكما يوجد فوائد للفركتوز فإنه بلا شك يوجد بعض الأضرار عند زيادة تناولها ومن أبرز المشكلات:

  • ترسب الدهون وتراكمها داخل الكبد: ممايؤدي ذلك لحدوث أمراض ومشكلات بالكبد
  • الشعور بفتح الشهية وكثرة تناول الطعام: على عكس الجلوكوز فإن الفركتوز لا يتحكم في إنسداد شهية الفرد
  • يُقلل من تكوين الدهون بالدم: هو يرفع من معدل الكوليسترول ويؤدي إلى تراكم الدهون وحدوث أمراض القلب
  • ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم: ويؤدي لمرض النقرس وارتفاع ضغط الدم
  • قد يتسبب في حدوث أمراض السمنة وعدم تنظيم الدهون بالجسم نظراً لانه قد يكون مقاوم للبتين؛ فهو الهرمون الذي تنتجه الخلايا الدهنية وهو يعطي إشارات للدماغ للشعور بالشبع والتحكم في شهيتك.

ملحوظة: تعد تلك الأخطار مازالت قيد الدراسات والتجربة.

علاقة الفركتوز بمرضى السكري:

حتى الآن لم يتم ظهور علاقة مباشرة بين مرضى السكري-النوع الثاني-وسكر الفرركتوز؛ وعلى النقيض فإن هناك جمعيات أخرى لا ترى أن نسبة مؤشر السكر في الدم مهم في هذا الوقت.

وذلك من أجل تعليل أي تغييرات في التبادلات الكربوهيدراتية بالرغم من أن نسبة الفركتوز أقل في الدم.

العلاقة بين السمة ومرض السكري:

قد أُشير في الولايات المتحدة أنه في الثلاثين العام الماضية، هناك علاقة بين السمنة ومرض السكري من النوع الثاني بسبب زيادة استهلاك الفركتوز من مركبات الكربون الهيدروفلورية(HFCS)؛ إلا أنه لا يوجد دعم علمي مؤكد بذلك حتى الآن.

يمكن الإشارة أيضاً بعقد مقارنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الدول الأوروبية من حيث مرض السكري والفركتوز(مركبات الكربون الهيدروفلورية).

حيث تبين أن الولايات الأمريكية يعتبر سكانها أقل تعرضاً للسمنة على عكس الدول الأوروبية، بالرغم من أن الدول الأوروبية أكثر تحكماً في إنتاج الفركتوز.

وقد عقد بعض العلماء من مركز فرجينيا لتكنولوجيا الغذاء والمعهد المشترك للسلامة الغذائية بجامعة ميريلاند بعام 2004 أن: ” لا يوجد علاقة بين مركبات الكربون الهيدروفلورية(HFCS) والسمنة وزيادة الوزن”.

لماذا يعد الفركتوز مُضر بالصحة:

تتم عملية حرق الجلوكوز والفركتوز بشكل مختلف؛ حيث يتم حرق الجلوكوز عن طريق أعضاء الجسم جميعها.

في حين يقوم الفركتوز باتمام عملية الأيض وحرقه عن طريق الكبد فقط؛ لذلك حين يتم تناول كميات كبيرة من الفركتوز، يكون من الصعب على الكبد تحملها والبدء في عملية الأيض بشكل سليم.

وبالرغم من أن هناك أضرار-أغلبها مازالت تحت الدراسة- إلا أنه هناك فوائد للفركتوز.

فوائد الفركتوز:

1-أكثرهم حلاوة

بغض النظر عن المحليات الأخرى، إلا أن الفركتوز يعد من أكثر أنواع السكر من حيث الحلاوة والتي تتراوح من 1.17 إلى 1.75 مرة عن السكروز.

2-تسوس الأسنان

يعتبر الفركتوز أقل السكريات ضرراً من حيث تسوس الأسنان- حيث لا يوجد جدال حول أن السكريات مصدر لتسوس الأسنان- إلا ان الفركتوز يكون أقلهم خطورة، ويشمل ذلك المنتجات المنخفضة السعرات الحرارية.

3-الحفاظ على سلامة الفاكهة المجمدة

فهو يحافظ على عصارة المياة المتواجدة داخل الفاكهة ومنعها من التلف وجعلها هشة.

هل يؤثر الفركتوز على الحوامل؟

في دراسة حديثة بكلية الطب جامعة واشنطن في سانت لويس أن استخدام نظام غذائية بالفركتوز يسبب أمراض بالمشيمة ومشكلات بعمليات الأيض ويقيد من نمو الجنين.

لذلك يمكن ان تُعاني الحامل من مشكلات في الأيض بسبب ارتفاع مستوى حمض اليوريك؛ كذلك تراكم الدهون يمكن أن يؤدي مشكلات صحية لها مثل الارتجاع.

وهي في الإغلب يمكن أن تحدث أثناء فترات الحمل وتكون أعراضها:

  • ارتفاع ضغط الدم
  • التورم
  • ارتفاع مستوى البروتين في البول
  • حدوث مشكلات سكر الحمل

وقد يُعاني بعض الأطفال الرضع من مشكلات الهضم والمغص لعدم قدرتهم على امتصاص الأطعمة التي تحتوى على الفركتوز، حيث أثبتت دراسة عام 2002 أن هناك علاقة بين سوء امتصاص الكربوهديات من عصير التفاح وبين الأطفال الرضع والأطعمة التي تحتوي على الفركتوز بنسبة عالية.

ارتفاع نسبة الفركتوز بشراب الذرة:

يحتوي شراب الذرة على كميات عالية من شراب الفركتوز من(مركبات الكربون الهيدروفلورية(HFCS))، وهو يوجد في العديد من أطعمة التحلية مثل المربى، الكوكيز، صلصة الشواء، المشروبات الغازية والحلويات.

لذلك فإن تصنيع تلك المنتجات التي تشمل ذلك النوع من الفركتوز يؤدي إلى استخدام مادة كيمائية بها نسبة من الزئبق تسمى”Mercury cell chlor-alkali”.

وقد بلغت نسبة الزئبق في الإغذية تسعة من أصل عشرين عينة، ودراسة أخرى بلغت النسبة فيها 33% من الأطعمة التي يحتوي بها الزئبق.

لذلك فإن تناول تلك الأنواع من الأطعمة بصفة مستمرة قد يؤثر على الصحة بمرور الوقت ويؤدي على أخطار صحية على الحامل.

هل الفركتوز يسبب ضرراً على صحة الأطفال؟

يُعاني العديد من الآباء من مشاكل فرط الحركة لدى أطفالها، ويرجعون ذلك بسبب تناول السكر المستمر؛ ويوجد بعض الأطفال التي يظهر عليهم بعض الأعراض بمشكلات تناول الفركتوز وحدوث مشكلات بالأيض حينها يفضل الرجوع إلى الطبيب.

ومن أجل سلامة وصحة الأطفال فإنه يجب تقليل كميات الحلويات التي تحتوي على شراب الذرة المكون من مركبات الكربون الهيدروفلورية”سكر الجلوكوز”، والتي توجد في الحلويات والمشروبات الغازية والتي يمكن أن تؤثر على صحة الأطفال.

مم يتكون شراب الذرة؟

قد ذُكر اسم شراب الذرة ويمكن الآن ذكر ما هو ومما يتكون؛ يتم إنتاج مركبات الكربون الهيدروفلورية من شراب الذرة.

وهو يحتوي في العادة من 100% من الجلوكوز، ثم يتم معالجة نسبة الفركتوز المتواجدة به من أجل القدرة على مزجه مع الجلوكوز.

ومن أجل التذكير فإن الفركتوز يستخرج من الفواكة والخضروات الطبيعية في حين أن الجلوكوز هو السكر الذي يتم تصنيعه لكي يمكد الجسم بالطاقة والحيوية.

فما هي إذاً استخدامات مركبات الكربون الهيدروفلورية أو الفركتوز؟

  • يستخدم في صنع الحلوى والمشروبات
  • يمكن استخدامه مثل سكر المائدة
  • يتميز بطول فترة الصلاحية بخلاف المحليات الأخرى
  • يتميز بأنه أقل تكلفة عن غيره

وتترواح النسبة التقريبة للفركتوز في المخبوزات حوالي 42% وفي المشروبات حوالي 55%.

ويمكن عقد مقارنة سريعة بين سكر الفركتوز وبين أنواع أخرى من السكر:

السكر الأبيض:

هو مصنوع من البنجر أو قصب السكر، ويتم بعد ذلك معالجته بشكل كبير؛ لذلك من الأفضل تجنبه واستخدام بديل صحي عنه؛ إذا كان ذلك السكر ليس عضوي.

ويحتوي السكر الأبيض على نسبة 50% من الفركتوز بداخله، لذلك فهو يعد مادة ذات سعرات حرارية عالية جداً وليس له أي قيمة غذائية.

وإذا كنت ترغب باستخدام السكر الأبيض للضرورة؛ تأكد من أنه نوع عضوي لا يشمل على أي مواد معدلة وراثياً.

السكر البُني:

ذلك النوع لا يختلف تماماً في عملية تصنيعه عن السكر الأبيض؛بخلاف أنه يتم إضافة كميات صغيرة من الدبس من أجل تغيير لونه إلى البني.

بالرغم من أنه يحتوي على كميات قليلة من المعادن؛ إلا أنه لا تُجدي بنفع على الصحة، بل هو يمكن أن يسبب مشكلات صحية مثله مثل السكر الأبيض.

فإذا كنت ترغب في استخدامه فيمكن أن تقوم بصنعه لنفسك بطريقة سهلة؛ وهو أن تضع ملعقتين من الدبس على كوب من السكر البني، وإذا أردت ان يغمق لونه أكثر فيمكنك ان تضع أربع ملاعق من دبس الرمان بدلاً من اثنين.

ويمكن أن نوجز ما تم ذكره في الآتي:

  • سكر الفركتوز يعتبر من السكريات أقل خطورة على الصحة
  • يتناسب الفركتوز جميع الأشخاص ويمكن لمرضى السكرى تناوله بكميات معتدلة مع إرشادات الطبيب؛ حيث لا يوجد حتى الآن دراسة علمية تؤكد أن هناك علاقة بالفركتوز والإصابة بالسكري
  • يجب تقليل كميات تناول شراب الذرة لتجنب المشكلات الصحية بالنسبة للحوامل وأثناء الرضاعة والأطفال
  • هناك أنواع أخرى من السكر مثل السكر الأبيض والبُني لكنهم أكثر خطورة وضرراً من الفركتوز
  • يتم استخلاص الفركتوز من مصادر طبيعية من الفاكهة والخضروات

الآن يمكنك تقرر ما إذا كنت تريد أن تجرب أسلوب صحي وآمن وغير مكلف وتناول تحلية طبيعية ولذيذة.

مقالات ذات صلة
نرحب بجميع التعليقات: