دليل تغذية الرضيع منذ الميلاد وحتى عمر عامين

دليل تغذية الرضيع منذ الميلاد وحتى عمر عامين

تستقبلين مولودك الجديد وكُلك حماس وشوق، تتهافت عليك التوجيهات والنصائح من الأهل والأصدقاء وممن سبقوكِ ولا تعرفين الصحيح منها من الخطأ، وما مبني على تجارب فردية وما مبني على الخرافات.

تتضارب بداخلك المشاعر ما بين القلق من المسؤولية الكبيرة التي ألقت على عاتقك، والخوف من الخطأ نتيجة قلة خبرتك ومعلوماتك.

هدئي من روعك فلست الوحيدة في إحساسك هذا وخصوصًا إذا كنت أم لأول مرة، فقد مر بها من سبقك في الأمومة من قبل واجتازوها وسوف تجتازينها سريعًا دون عناء إن شاء الله.

تغذية الرضيع:

تنعكس تغذية الرضيع على صحته ومعدلات نموه ليس فقط في السنتين الأولين من عمره ولكن خلال نشأته كلها.

بناءً على تصريحات منظمة الصحة العالمية فقد أدلت بأن سوء التغذية فترة الطفولة المبكرة يؤدي إلى ظهور عوامل خطر تؤدي إلى اعتلال الصحة طوال العمر وتؤثر في الطفل مدى الحياة ك:

  • نقص الأداء الدراسي.
  • اضطراب النمو الفكري والاجتماعي.
  • الإصابة بأمراض مزمنة.
  • تدني الإنتاجية.

لتجنب سوء تغذية وليدك وتغذيته بطريقة صحيحة ومتوازنة لينعم بحياة صحية دون أي منغصات، سنُساعدك على أن تبني معرفتك بسلسلة احتياجاته من الغذاء خلال الفترة العمرية من الولادة وحتى إتمام السنتين.

تغذية الرضيع منذ الميلاد وحتى ستة أشهر:

لبن الأم كفيل بإعطاء طفلك جميع احتياجاته من الماء والعناصر الغذائية الضرورية والهامة لنموه نمو سليم منذ الميلاد حتى عمر ستة أشهر.

فقد أوصت منظمة الصحة العالمية واليونيسف الاقتصار على الرضاعة الطبيعية والامتناع عن إعطاء الطفل أغذية أو مشروبات إضافية بل وحتى الماء طيلة الأشهر الستة الأولى من عمره.

تبدأ احتياجات طفلك للغذاء منذ ساعة ولادته، ففي الساعات الأولى يُدِرُ صدرك لبن يسمى بلبن السرسوب.

ما هو لبن السرسوب؟

هو سائل سميك أصفر اللون يحتوي على العديد من مضادات البكتريا والمواد المدعمة للمناعة والعناصر الهامة والضرورية لطفلك والتي لا تتواجد في أي نوع من الألبان الصناعية.

يحتوي لبن السرسوب على كمية مناسبة من الدهون والسكريات والبروتينات وبعض الأملاح والفيتامينات التي تساعد على تقليل حدة الأمراض التي قد يصاب بها والوقاية منها.

يتدفق لبن السرسوب ببطيء شديد من ثديك فلا تقلقي، فهو لا يحتاج إلى كميات كبيره في بادئ الأمر فبضع من القطرات تشبعه بل ضعف تدفق لبن السرسوب يُدرب رضيعك على إتقان فن الرضاعة (المص).

يتحول لبن السرسوب تدريجيًا إلى اللبن الناضج خلال أسبوعين فتزداد كميته ويختلف مظهره وتركيبه ليصبح أخف قوامًا.

فوائد الرضاعة الطبيعية:

الرضاعة الطبيعية لها فوائد عدة لكل من المولود والأم فهي تنعكس على صحة المولود ليس فقط في الفترات الأولى من عمره ولكن خلال مراحل عمره المختلفة.

1. فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل:

  • يسهم التبكير بتوفير الرضاعة الطبيعية (في غضون ساعة واحدة بعد الميلاد) في حماية طفلك من اكتساب العدوى.
  • الحماية من العدوى المعدية-المعوية.
  • انخفاض نسبة السمنة.
    تنخفض معدلات فرط الوزن والسمنة عند البلوغ للأطفال الذين أُرضِعوا طبيعيًا.
  • تحصيل معدلات أعلى في اختبارات الذكاء.
    الأطفال الذين أُرضِعوا طبيعيا يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا طبيعيًا.

2. فوائد الرضاعة الطبيعية للأم:

  • تحد من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض.
  • تحد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • تساعد طبيعيًا على تباعد فترات الولادة لكي يكتسب جسمك صحته مرة أخرى ويستعد للمولود الجديد.

هناك الكثير من مراكز التدريب على الرضاعة الطبيعية، فإذا كنت لا تجيدي إرضاع مولودك؛ فتوجهي لأقرب مركز إليك أو أقرب طبيبة أطفال لتُدربك ولا يذهب مجهودك سدى.

الرضاعة الطبيعية في حالة المرض:

1. في حالة مرض الطفل:

  • في حالة مرض طفلك أو إذا كان مصابًا بالإسهال أرضعيه تكرارا لمساعدته على مقاومة المرض والحد من فقدانه للوزن والتعافي سريعا.
  • إذا كان وليدك غير قادر على الرضاعة من الثدي، اسحبي الحليب من ثديك واعطيه إليه.
    سحب الحليب من الثدي يساعد على إدرار الحليب ويمنع احتقان الثدي ويقلل إحساسك بالألم.
  • بعد انقضاء فترة المرض أكثري من عدد الرضعات كي يستعيد طفلك عافيته والوزن الذي خسره خلال المرض.

يجوز إعطاء المولود القطرات والمحاليل (الفيتامينات والمعادن والأدوية) في الستة أشهر الأولى من عمره طبقا لإرشادات الطبيب عند الحاجة.

2. في حالة مرض الأم:

  • قد تصبح الرضاعة صعبة عليك خلال فترة مرضك ولكن من المهم الاستمرار بالإرضاع لصحة طفلك.
  • إذا كان إرضاعه من ثديك شاق عليكِ؛ اسحبي الحليب من الثدي واعطيه إليه بالملعقة أو بزجاجة رضاعة تشابه تماما حلمة ثديك حتى لا يرفض ثديك بعد فترة انقضاء المرض إن طالت.

ما هي عدد الرضعات الكافية لإشباع طفلك؟

ليس هناك عدد رضعات محددة ومدة معينة لكل رضعة.

دعي طفلكِ يحدد احتياجاته بنفسه متى يريد أن يرضع ومتى يريد أن يتوقف، طالما يكتسب وزنًا وينمو نمو صحي طبيعي فهو يحصل على احتياجاته كاملة ولا داعي للقلق.

تغذية الرضيع بعد تمامه ستة أشهر وحتى عمر عامين:

يوفر لبن الأم لطفلك بعد بلوغه عمر ستة أشهر نصف احتياجاته من الطاقة فقط وثلثها بعد عمر عام.

فاعتبارا من الشهر السادس ابدئي بإعطائه طعام إضافي مع الاستمرار على الرضاعة الطبيعية حتى بلوغه عامين من العمر. فهو الآن يستطيع أن يجلس ويثبت رأسه، ويبدي اهتمامه بمن حوله وما يأكلونه.

ما يجب مراعاته حين إدخال طعام إضافي لطفلك:

1. ابدئي بكميات قليلة من الأغذية وزيديها بشكل تدريجي مع تقدم طفلك في العمر.

2. ابدئي بالأغذية المعجونة والمهروسة أو نصف صلبة والقيام تدريجيا بزيادة سمك قوام الأطعمة.

3. نوعي بين الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية المختلفة كالخضراوات والفواكه المختلفة واللحوم الحمراء والدواجن والأسماك المطهوة جيداً.

4. قدمي له الأطعمة التي تؤكل باليد اعتبارا من الشهر الثامن ليتعلم الاعتماد على نفسه.

5. بداية من عمر سنة قدمي له الأنواع نفسها من الأطعمة التي تعدينها لباقي أفراد الأسرة مع مراعاة أن يكون سمك وقوام الطعام مناسبا لعمره.

6. حضري طعام طفلك بنفسك وتجنبي الأطعمة المصنعة والجاهزة لضمان الطبخ الجيد لها واستعمال مياه نظيفة في الطهي.

7. قدمي لطفلك الماء حسب الطلب عند البدء بإدخال الأطعمة الإضافية.

8. احرصي على توفير الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر وبناءً على طلب طفلك بالتوازي مع الأطعمة الإضافية.

جدول بكميات الطعام ونوعه وعدد مرات تقديمه لطفلك بناءً على ما أعلنته وزارة الصحة العالمية:

العمر نوع الطعام التواتر (عدد المرات) المقدار في كل وجبة
من 6 – 8 أشهر البدء بالثريد (الخبز المفتت مع المرق) والطعام المهروس جيداً ثم أغذية الأسرة المهروسة مرّتان إلى ثلاث مرات في اليوم إضافة إلى رضعات طبيعية متكرّرة ملعقتان إلى ثلاث ملاعق كبيرة مملوءة ثم زيادة المقدار تدريجياً ليبلغ نصف كوب سعته 250 ميليلتراً في كل وجبة
من 9 أشهر- 11 شهرا الأغذية المقطّعة قطعاً صغيرة أو الأغذية المهروسة، والأغذية التي يمكن للرضيع التقاطها بيده 3 وجبات بالإضافة إلى وجبة صغيرة واحدة بين الوجبات العادية إضافة إلى رضعات طبيعية نصف كوب بسعة 250 ميليلترا
من 12- 23 شهرا أغذية الأسرة، مقطّعة أو مهروسة حسب الاقتضاء 3 وجبات بالإضافة إلى وجبتين صغيرتين بين الوجبات العادية إضافة إلى رضعات طبيعية ¾ كوب مملوء سعته 250 ميليلترا

في حالة عدم اعتماد الطفل على الرضاعة الطبيعية في تغذيته:

  • يجب إعطائه بالإضافة إلى الكميات المذكورة أعلاه 1-2 كوب من الحليب يوميا و1-2 وجبة إضافية يوميا.
  • تابعي شهية طفلك فإذا لم تكفيه الوجبات الرئيسية؛ قدمي له وجبة غذائية صغيرة مرّة واحدة أو مرّتين بين الوجبات الرئيسية.

كيف أشجعه على تناول الطعام والاعتماد على نفسه في تناوله؟

1. احرصي على تغذيته ببطء وتأن.

2. أعيني طفلك عندما يأكل بنفسه حين الحاجة ومراقبته أثناء تناوله للطعام لتجنب اختناقه من الطعام.

3. شجعيه على الأكل دون إجباره على ذلك مع عدم المبالغة في التشجيع.

4. قد يرفض طفلك في بادئ الأمر نوع معين من الطعام فلا تقلقي فهذا معتاد لا تجبريه على تناوله وجربيه له مرة أخرى الأسبوع القادم وستفاجئين أنه تناوله ويمكن أن يكون من أطعمته المفضلة فيما بعد.

5. لا تنزعجي حين يلمس طفلك الطعام بيديه في الطبق أو في الملعقة فهو يتعرف عليه فمن منا يريد أن يتناول طعام لا يعرف عنه شيء.

6. جربي بعض طرق الطهي المختلفة بخلاف السلق في الماء كالشوي والخبز والسلق على البخار. السلق في الماء يفقد الطعام الكثير من العناصر الغذائية به ويتركها في المياه.

7. حافظي على هدوءك وتفهمك لطفلك، اتركيه يشعر بأن تناول الطعام وسيلة ممتعة لإسكات جوعه وليست معركه تنتهى بأحد منكم منتصر على الآخر.

8. تُعد أوقات التغذية فترات للتعلم وإبداء مشاعر الحب لطفلك فهي أوقات مناسبة للحديث معه والابتسام له والتواصل عن طريق العينين.

تغذية الرضيع وحساسية الطعام:

قد تفاجئي عند تقديم بعض الأطعمة لطفلك أنها تسبب له الحساسية.

أعراض الحساسة من الطعام:

  • الإسهال.
  • الطفح الجلدي.
  • الانتفاخ وزيادة الغازات.
  • الاستفراغ (الترجيع).

في بعض الحالات يمكن أن يصل إلى صعوبة في التنفس، فتواصلي فورا مع طبيب الأطفال المتابع لطفلك.

لتجنب تعرضه لأي من هذه الأعراض وتحديد أي نوع طعام مسؤول عنها؛ افصلي بين كل طعام جديد تقدمينه لطفلك وطعام آخر ثلاثة إلى أربع أيام وهذا بناءً على توجيهات الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال.

بعد التأكد والاطمئنان أن الطعام الذي تقدمينه لطفلك لا يسبب أي حساسية له فابدئي بمزج الأطعمة سويا.

تأكدي من معرفة تاريخ الحساسية في عائلتك وعائلة زوجك ومشاركتك إياه مع طبيب طفلك واتباع تعليماته.

تغذية طفلك في حالة المرض:

في حالة المرض يمكن أن يرفض طفلك تناول الطعام الصلب، فأكثري من عدد رضعاته للحد من خسارته لوزنه.

إذا كان غير قادر على الرضاعة فسحبي اللبن من ثديك وأسقيه له بالملعقة أو بزجاجة الرضاعة.

خلال فترة المرض احرصي على زيادة السوائل له وإعطاءه الأغذية الرطبة المفضلة لديه.

نصائح عامة لتغذية الرضيع:

1. عبوات الطعام الجاهزة:

يفضل بعض الأهالي إطعام أطفالهم عبوات الطعام الجاهزة المعدة للأطفال والتي تباع في الصيدليات والمحال التجارية.

لا بأس فهي تتبع معايير السلامة والصحة الخاصة بالأطفال ولكن تأكدي من أن مكونات العبوة طبيعية 100% وغير مضاف لها أي إضافات أخرى كالسكر على سبيل المثال.

تأكدي أن لا تطعمي طفلك مباشرةً من العبوة لأن الملعقة تعود من فمه محملة بالميكروبات وتفسد باقي العبوة إذا لم يكملها في حينها.

خذي من العبوة ما يكفي وجبته الآن واتركي الباقي في العبوة لكي تستطيعي إطعامه له مرة أخرى.

2. الكافيين:

تجنبي إعطاء طفلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين لضررها الناتج عن كونها منبه للأعصاب.

بالإضافة إلى ذلك يحتوي الشاي على مادة التنين (tannins) التي تؤثر سلبًا على امتصاص الحديد فتجنبي تقديم الشاي له أو حتى تغميس الخبز فيه.

3. عسل النحل:

لا تقدمي عسل النحل لطفلك دون السنة لاحتوائه على بعض البكتريا والجراثيم التي لا يستطيع جسمه مقاومتها بعد.

تعرفي على المزيد من الإرشادات والنصائح حول تغذية الرضيع وصغار الأطفال المُصدرة من منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف).

مقالات ذات صلة
نرحب بجميع التعليقات: