حساسية الجلوتين: ماهى أبرز الأعراض والأسباب والطرق العلاجية لهذا المرض؟

في الآونة الأخيرة انتشر مرض حساسية الجلوتين وهو مجهول بالنسبة للبعض في أعراضه وأسبابه، فهل تعاني منه أيضاً؟
يجب أولاً قبل الخوض في أسباب هذا المرض معرفته بالأساس، فحساسية الجلوتين أو القمح هو شعور صاحبه بمشاكل في الجهاز الهضمي عند تناوله لمادة الجلوتين.
والجدير بالذكر أن الجلوتين بالأساس هى مادة من بين المركبات البروتينية، حيث أنها تتواجد في دقيق القمح المستخدم في صناعة المخبوزات ومختلف أنواع الحلويات.
حيث أن هذا المركب يمثل نحو %80 من قيمة البروتين في بذرة القمح، ويتكون من مادتي الجلوتنين والجليادين، ويتواجد هذا المركب في العديد من الأغذية الأخرى.
ويتسبب الجلوتين في أضرار صحية بالأمعاء الدقيقة في الجهاز الهضمي نتيجة سوء امتصاص الأمعاء لهذه المركبات البروتينية.
لذا تعرف على أسباب حدوث هذا المرض بجانب الأعراض وكيفية التعامل معه.
أسباب حدوث حساسية الجلوتين
1. خلل الجهاز المناعي
تحدث الحساسية نتيجة تعامل الجهاز المناعي بشكل خاطيء مع مركبات الجلوتين في القمح.
فعندما يتناول الشخص أطعمة الجلوتين يبدأ الجهاز المناعي في التعامل مع تلك المركبات على أنها أجسام ضارة مثل الميكروبات والفيروسات.
كما أنه من أنواع البروتينات الأخرى الموجودة في القمح والتي تتسبب في تلك الحساسية الجليادين والألبومين والجلوبولين.
وحساسية الجلوتين مرتبطة بحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي.
2. التمارين الرياضية
تؤثر التمارين الرياضية على زيادة حساسية الجلوتين، فعقب تناول أطعمتها ثم ممارسة الرياضة يحدث داخل الجسم تغييرات قد تؤدي إلى ارتفاع الحساسية.
إلى جانب أنه قد يساعد أيضاً على تعامل الجهاز المناعي بالخطأ مع بروتينات القمح.
3. الداء البطني أو الزلاقي
يعتبر من بين أسباب حساسية الجلوتين أيضاً؛ لأن هذا المرض يحدث نتيجة نقص في الفيتامينات، مما يؤدي ذلك إلى فقدان الأمعاء الدقيقة القدرة على امتصاص المواد الغذائية.
فبالتالي هو مرض متعلق بالجهاز الهضمي، ويؤدي إلى الشعور بالإمساك أو الآم في البطن.
4. الربو المتعلق بدقيق القمح
من الممكن أن تحدث حساسية الجلوتين نتيجة الربو وخاصةً لمن يعمل في المخابز أو يتعامل بكثرة مع دقيق القمح الغير مطهي، فاستنشاقه يتسبب لهم في حدوث الحساسية.
ويتسبب ذلك في مشاكل بالجهاز التنفسي، وقد يحدث ذلك إما بسبب الجلوتين أو الفطريات.
ماهي أعراض حساسية الجلوتين؟
أكثر من يصابون بهذا المرض هم الأطفال وتحديداً من عمر سنة إلى ثلاث سنوات ثم البالغين، ومن أبرز الأعراض ما يلي:
1. الشعور بتخدر الذراعين أو الساقين
لا يحدث هذا التخدر لمصابي حساسية الجلوتين فقط بل أيضاً يحدث لمرضى الداء البطني، فهم اكثر من يتعرضون لتلك الحالة.
كما أن تلك الحالة تحدث لمرضى السكر ومرضى نقص فيتامين B12، إلى جانب المصابين بالتسمم أيضاً.
2. الانتفاخ
لأن حساسية الجلوتين تصيب الجهاز الهضمي، فهي تتسبب في حدوث العديد من المشاكل الهضمية من أبرزها الانتفاخ.
والانتفاخ هي أيضاً حالة عامة وشائعة يصاب بها العديد من الأشخاص والتي تحدث عند الشعور بامتلاء البطن بالغازات مسببة حالة من عدم الراحة.
وقد كشفت إحدى الأبحاث العلمية أن هناك دراسة تم اجرائها على اشخاص مشتبه إصابتهم بحساسية الجلوتين وقد وجدوا أن نحو %87 منهم مصابين بالانتفاخ.
3. آلام بالبطن
تحدث آلام البطن لعدة أسباب من أبرزها أيضاً الإصابة بحساسية الجلوتين.
وقد وجدت إحدى الدراسات العلمية أن نحو %83 من الأشخاص عقب تناولهم لأطعمة تحتوي على الجلوتين شعروا بعد ذلك بعدم الإرتياح وبآلام البطن.
3. الشعور بالتعب
وفقاً لإحدى الدراسات العلمية، فقد وجدت أن تناول أطعمة الجلوتين قد تتسبب في حدوث نقص الحديد الذي من أبرز أعراضه الشعور بالتعب.
وقد أظهرت الدراسات العلمية أيضاً أن تناول أطعمة الجلوتين قد تتسبب بشكل عام في الشعور بالتعب والإرهاق.
4. المشاكل الجلدية
تتسبب حساسية الجلوتين في حدوث العديد من الأمراض الجلدية مثل الصدفية، وهو مرض يتسبب في احمرار وجفاف الجلد بجانب، إلى جانب ظهور قشور مع الشعور بألم والحكة.
ومن بين الأمراض الجلدية أيضاً المرتبطة بأعراض تلك الحساسية “داء الثعلبة” وهو من الأمراض المرتبطة بالمناعة الذاتية للجسم، ويتسبب في حدوث صلع من أجزاء الرأس.
إلى جانب مرض الأرتكاريا المرتبط بحساسية الجلد ويتسبب في احمراره والشعور بالحكة باستمرار.
5. الاكتئاب
وجدت إحدى الأبحاث العلمية أن تناول المصابين بالاكتئاب لأطعمة خالية من الجلوتين تساهم بشكل فعال في التقليل من حدة هذا المرض.
إلى جانب أن الجلوتين يتسبب في نقص هرمون “السيروتونين” وهو هرمون السعادة ونقصه يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
ليس ذلك فحسب، فحساسية الجلوتين أيضاً تؤثر على نشاط البكتيريا النافعة في الامعاء عبر زيادة البكتيريا الضارة مما يؤثر ذلك بشكل سلبي على الجهاز العصبي وزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
6. اضطرابات بالمناعة الذاتية
لأن حساسية الجلوتين من بين أسبابها خلل بالجهاز المناعي، فهو من بين أعراضه أيضاً الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل أمراض الغدة الدرقية.
وقد وجدت العديد من الدراسات العلمية أن أضطرابات الغدة الدرقية قد تتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية مثل اضطراب ثنائي القطب.
كما أن حساسية الجلوتين مرتبطة بالعديد من أمراض المناعة الذاتية الاخرى مثل مرض السكر من النوع الأول، وأمراض الكبد.
6. آلام المفاصل والعضلات
أظهرت إحدى الدراسات العلمية أن حساسية الجلوتين يمكن أن تتسبب في زيادة الالتهابات والتي من أبرزها الآلام المفصلية والعضلات.
و ترى إحدى النظريات العلمية أن تلك الآلام تأتي من جراء زيادة حساسية الجهاز العصبي.
7. القلق
يسيطر القلق بشكل عام على نحو 30% من الأفراد حول العالم، وقد اظهرت دراسة علمية أن حساسية الجلوتين أيضاً تزيد من احتمالية الشعور بالقلق والتوتر.
لذا فإن مصابي حساسية القمح هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق أكثر من الأخرين.
8. نقص الحديد
يعتبر عنصر الحديد من العناصر الأساسية في صحة الجسم ومن أبرز فوائده لذلك ما يلي:
- يعمل على تعزيز طاقة الجسم
- له دور أساسي فى نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم من خلال الهيموجلوبين وهى المادة الموجودة بخلايا الدم الحمراء
- يلعب دور حيوي في تقوية المناعة، بجانب العمل على ضبط درجة حرارة الجسم
لذا فنقص الحديد يتسبب في الإصابة بمرض فقر الدم مسبباً العديد من الأعراض من أبرزها التعب والصغف و الشعور بالدوار والصداع.
وقد وجدت دراسة علمية أن حساسية الجلوتين من أبرز أعراضه هو فقر الدم أو نقص الحديد، إلى جانب أنه ملحوظ أكثر بين الأطفال والبالغين المصابين بتلك الحساسية.
9. الإسهال والإمساك
يعد الإسهال والإمساك من أبرز الأعراض الشائعة لحساسية الجلوتين، و ذلك نتيجة الالتهابات المرتبطة بالأمعاء التي يتعرض لها مصابوها جراء تناول مادة الجلوتين.
وقد كشفت إحدى الدراسات العلمية أن نحو %50 من مصابي حساسية الجلوتين يتعرضون للإسهال، و نحو 25% منهم يتعرض للإمساك.
والجدير بالذكر أن الإسهال يؤدي إلى الإصابة بالجفاف والتعب.
ومن بين الأعراض المرتبطة بحساسية الجلوتين أيضاً ما يلي:
- فقدان الوزن
- تشوش التفكير
- تغير في لون ورائحة البراز
- آلام بالصدر، صعوبة البلع
- نقص فيتامين K
- سرعة ضربات القلب
لذا إذا شعرت بمثل تلك الأعراض السابقة فعليك الذهاب للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
ماهى الأطعمة التي تحتوي على مادة الجلوتين؟

تتواجد مادة الجلوتين في العديد من الأغذية، وتجنب تلك الاطعمة هو جزء أساسي من العلاج، ومن أبرزهم ما يلي:
- القمح والدقيق بمخبوزاته المختلفة، بجانب الأرز والمكرونة
- البرغل والسميد
- حبوب الشوفان
- الشعير بجانب منتجاته مثل شراب وخل الشعير
- صلصة الصويا والكاتشب
- النشا النباتي ومسحوق الخميرة
- البطاطس المقلية ورقائقها
- الجرانولا لأنها تتضمن الشوفان
- الحلويات التي تتضمن الدقيق مثل تشيز كيك
- بعض الفواكه المجففة
- المنكهات الطبيعية
قائمة الأطعمة الخالية من الجلوتين
1. البروتينات
- تشتمل قائمة الأغذية التي تحتوي على بروتينات وخالية من الجلوتين على ما يلي:
- البذور والمكسرات
- البقوليات مثل الفول السوداني والعدس والبازلاء
- اللحوم الحمراء والدجاج
- المأكولات البحرية
- الحبوب مثل الكينوا
2. المشروبات
- الماء والقهوة والشاي
- عصائر الفواكه الطبيعية
- مشروبات الطاقة
- المشروبات الغازية
ويُفضل عدم الإسراف في تناول مثل تلك المشروبات لأنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر.
3. الدهون والزيوت
- زيت الزيتون
- زيت الأفوكادو وجوز الهند
- زيت الكانولا، زيت السمسم، زيت عباد الشمس بجانب زيت الخضروات
4. الخضروات والفواكه
- الموالح من أبرزهم البرتقال والجريب فروت
- الخوخ والتوت البري
- الكمثرى والتفاح والموز
- البصل والفجل
- السبانخ والكرنب
- فطر عيش الغراب
- الفلفل الأحمر والجزر
- البروكلي والقرنبيط
- الذرة والبطاطس
- الفول الأخضر
5. منتجات الألبان
- الحليب والجبن
- الكريمة والزبادي
- الزبدة
- الكريمة الحامضة
كما أن الخل الأبيض وخل التفاح من بين الأطعمة الخالية من الجلوتين أيضاً.
اختبارات حساسية الجلوتين
يشتمل ذلك على عدد من الفحوصات من أبرزهم ما يلي:
- إجراء اختبار صورة دم كاملة للكشف عن مسببات حساسية الجلوتين.
- اختبار حساسية الجلد وذلك عبر وضع قطرات من الجلوتين على سطحه والانتظار لمدة نصف ساعة لرؤية حدوث احمرار أو حكة بالجلد أم لا.
- الاختبارات المتعلقة بفحض الجين الوراثي، ويحدث ذلك إذا أصيب أحد من أفراد العائلة بهذا المرض.
- يجرى للمشتبه بهذا المرض فحص التنظير الداخلي للأمعاء الدقيقة بالجهاز الهضمي لمعرفة إذا كانت هناك أي نوع من الأضرار أو الالتهابات.
- قد يُطلب من المشبته بهذا المرض تناول أطعمة تحتوي على الجلوتين لمدة تصل إلى نحو 8 أسابيع قبل إجراء التنظير.
علاج حساسية الجلوتين
كما علمنا من قبل أن الجزء الأساسي في علاج هذا المرض هو تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين، ويتم ذلك عبر ما يلي:
1. الحمية الخالية من الجلوتين
- يتم اتباع هذه الحمية عبر تناول كل الأطعمة والمشروبات الخالية من الجلوتين لكي لا تتسبب في تهيج الأمعاء الدقيقة مثل الأغذية التي ذكرناها سابقاً
- ويتراوح اتباع هذه الحمية من عدة أسابيع إلى عدة شهور ويمكن تصل إلى عدة سنوات لكي يتحسن أداء الجهاز الهضمي، بجانب علاج نقص العناصر الغذائية مثل الحديد
- تعد الأغذية التي تحتوي على البروبيوتيك مفيدة أيضاً لمرضى الحساسية، لمساهمته في تحسين أداء الجهاز الهضمي وعلاج مشاكله، ومن أبرز مصادره الزبادي
- من أبرز تعليمات اتباع تلك الحمية هو ضرورة قراءة الملصقات الموجودة على الأغذية التي يتم شرائها للتأكد من خلوها من الجلوتين
2. تناول المكملات الغذائية والأدوية
- عند الإصابة بنقص في المعادن اللازمة لصحة الجسم مثل الكالسيوم والحديد والزنك، يوصي الأطباء في مثل تلك الحالات بتناول المكملات الغذائية لهذه المعادن
- حقن الإبينفرين وهي مخصصة لعلاج المشاكل التنفسية المتعلقة بالقصبة الهوائية
- إلى جانب تناول المكملات الغذائية للفيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين b12، بجانب تناول أغذية صحية
- من بين الأدوية التي تستخدم في حالات محددة مضادات الهيستامين، وهو هرمون مرتبط بحساسية الجسم
ولكن الجدير بالذكر أن تلك الطرق العلاجية لا يحددها إلا الطبيب فقط.
الخلاصة
حساسية الجلوتين هو مرض يصيب الجهاز الهضمي محدثاً به العديد من الاضطرابات بجانب تلف الأمعاء الدقيقة.
يأتي هذا المرض لعدة أسباب من أبرزهم خلل الجهاز المناعي في التعامل مع مادة الجلوتين على أنها مواد ضارة بالجسم.
يشتمل هذا المرض على عدد من الأعراض مثل الاكتئاب وآلام البطن والمفاضل، بجانب الانتفاخ والمشاكل الجلدية.
وعن علاج هذا المرض يتم عبر اتباع حمية خالية من الجلوتين وهي الأطعمة الخالية من تلك المادة، بجانب تناول المكملات الغذائية للفيتامنيات والمعادن لتعويض نقص تلك المواد في الجسم، بالإضافة لبعض الأدوية.