الدهون الثلاثية هي الأكثر خطورة علي صحتنا وأساس معظم أمراض الجسم

الدهون الثلاثية أو بالمصطلح الطبي الشحوم الثلاثية، هي خطر كامن داخل جسد كل فرد منا.
الكثير منا لا يعرف أنها أساس معظم أمراض الجسم وعلي وجه الخصوص أمراض القلب.
فدائمًا ما ترتبط أمراض القلب بزيادة معدل الدهون الثلاثية عن المعدل الطبيعي لها.
ترتبط الدهون الثلاثية بالكولسترول، فهما أساس إصابة الجسم بالأمراض.
ولكن هناك فرق بينهما في الوظائف، بل هذا لا يبرئ الاثار السلبية الناجمه عند زيادة معدلاتهم عن المعدل والنسبة الطبيعبة في الدم.
الدهون الثلاثية “Triglycerides”
هي نوع من أنواع الدهون الموجودة في الدم، وتتواجد داخل بلازما الدم.
فيقوم الجسم بتخزين السعرات الحرارية الزائدة التي لا يحتاجها الجسم، ويتم تخزين هذه السُعرات داخل الكبد.
ويقوم الكبد بإنتاج تلك السُعرات عند حاجة الجسم لها.
عندما تزيد كمية السُعرات الحراية داخل جسم الإنسان عن الحاجة تقوم الدهون الثلاثية بدورها في تحويل تلك السُعرات الزائدة إلي دهون ويتم تخزينها داخل الكبد.
وهذا ما يؤدي إلي تشمع الكبد أي يقف الكبد عن أداء دوره داخل الجسم.
تتكون الدهون الثلاثية أثر تناول الشخص الطعام الملئ بالمواد الكربوهيدراتيه.
أو تناول الأطعمة التي تحتوي علي دهون حيوانية أو نباتية مثل الفول السوداني.
كما تساهم أيضًا السُكريات والنشويات في تكوين الدهون الثلاثية داخل الجسم.
الفرق بين الدهون الثلاثية والكولسترول
تختلف وظيفة الدهون الثلاثية عن الكولسترول داخل الجسم، فكلًا منهما له دوره الخاص ووظيفته.
الكولسترول
- و يكون الكولسترول المسؤل عن تكوين الهرمونات الجنسية داخل الجسم.
مثل هرمون “الإستروجين والبروجسترون” عند النساء، وهرمون “تستوستيرون” عند الرجال
- يُساعد الكولسترول علي تكوين فيتامين د داخل الجسم
- يعمل علي إنتاج العُصارة الصفراوية والتي تساعد في هضم الدهون
- علي الرغم من وظائف الكولسترول داخل الجسم، فأن الكولسترول لا يساعد علي إمداد الجسم بالطاقة أو بالسُعرات الحرارية
الدهون الثلاثية
- تساعد في تكوين الدهون داخل الكبد والجسم.
وذلك عند وجود سُعرات حرارية زائدة عن الحاجه داخل الجسم فتقوم بتحويل تلك السُعرات إلي دهون
- تعمل علي إمداد الجسم بالطاقة
علامات وجود الدهون الثلاثية داخل جسمك
هناك علامات تظهر علي المُصاب ويجب زيارة الطبيب فورًا بعد ظهورها ومنها:
- قوس الشيخية
وهي ترسبات دهنية لونها أبيض أو رمادي تكون علي شكل قوس.
تتواجد حول الجزء الخارجي من قرنية العين، يبدأ ظهورها في أسفل محيط القرنية ثم تتجه إلي الأعلي.
وهي من أشهر علامات أرتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الجسم
- إلتهاب البنكرياس
الأشخاص المدمنون علي شُرب الكحول هم أكثر عُرضه لإلتهاب البنكرياس.
لأن الكحول يعمل علي زيادة نسبة الدهون الثلاثية داخل الجسم.
ومن أعراض إلتهاب البنكرياس “وجود ألم غير متوقع وشديد الإحتمال في البطن، قئ، صعوبة في التنفس، سرعة ضربات القلب“.
- الصفرومات
وهي عبارة عن دهون صفراء اللون تتواجد تحت الجلد، وهي صغيرة الحجم.
ليس لها شكل محدد ومن الممكن أيضٌا أن يكون لونها برتقالي، تظهر تلك العلامات الصفراء علي جسم المُصاب في مناطق عدة.
منها اليدين والظهر والأرداف والكاحلين والظهر، ومن الممكن أن تظهر علي جفون العين.
وأعراض أُخري مثل:
- تضخم في حجم الكبد
- صعوبة في تذكر الأشياء و الأحداث
- صداع شديد
- ألام في منطقة الصدر، نظرًا لصعوبة تدفق الدم إلي القلب والرئتين
ملحوظة: لا يمكن ظهور هذه الأعراض إلا عند وصول نسبة الدهون إلي 1000 أو 2000 ملغم.
أو إذا كان عُمرك أقل من 20 سنه فمن الممكن أن تصاب بالشحوم الثلاثية ولكن دون ظهور أي علامات أو الأمراض السابق ذكرها.
من الأفضل القيام بفحص عن طريق سحب عينه من الدم في حالة الإصابة بالسمنة أو بعد بلوغ 20 عام.
جدول مستويات الدهون الثلاثية في الدم
للشحوم الثلاثية معدل طبيعي يجب أن يكون داخل جسم الأنسان.
فزيادة هذا المعدل عن الطبيعي يؤدي إلي هجوم الأمراض علي جسم الأنسان مهما كان عمره
- المستوي الطبيعي: أقل من 150 ملغم
- أعلي من الطبيعي: يتراوح من 199 إلي 150 ملغم
- مرتفع: تتراوح نسبته من 200 إلي 499 ملغم
- مرتفع جدًا: وتكون نسبته أعلي من 500 ملغم
تحليل الدهون الثلاثية

يطلق عليه تحليل “Lipid Profile“، أو تحليل الشحوم الثلاثية والكولسترول، وهو يقوم بقياس كلًا من:
- الدهون الثلاثية “Triglycerides“
- الكولسترول “Overall Cholesterol”
- البروتينات عالية الكثافة “HDL Cholesterol”
- البروتينات منخفضة الكثافة “LDL Cholesterol“
يتم سحب عينه من الدم بعد فترة الصيام التي تترواح من 8 إلي 12 ساعة.
خلال هذه الفترة يتم الإمتناع عن تناول الطعام والمشروبات ما عدا الماء.
ويتطلب عدم ممارسة الرياضة أثناء فترة الصيام وعدم تناول وجبه غنية بالدسم قبل بدء الصيام.
النسب الطبيعية لنتيجة الشحوم الثلاثية حسب السن
- أقل من 30 عام: يجب أن تكون النسبة أقل من 130 ملغم
- من 31 إلي 40 عام: يجب أن تكون النسبة أقل من 140 ملغم
- من 41 إلي 50 عام: يجب أن تكون النسبة أقل من 150 ملغم
- من 51 إلي 60 عام: يجب أن تكون النسبة أقل من 160 ملغم
أسباب زيادة نسبة الدهون الثلاثية في الدم
هناك عدة اسباب تؤدي إلي زيادة النسبة منها:
- قصور في وظائف الغدة الدرقية
- شرب الكحوليات
- مرض السُكري
- أمراض الكلي
- متلازمة الأيض
- السمنة وفرط الوزن
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات “PCOS“
- تناول السُكريات
- تناول الأطعمة التي بها دهون مشبعة وغير مشبعة مثل “اللحوم الحمراء، البيض، البطاطس المقلية، المكسرات، الوجبات السريعة“
- الأطعمة التي تحتوي علي سُعرات حرارية عالية
- الوراثة، فيمكن للوراثة أن تساهم في نقل جين الإصابة عبر الأجيال داخل العائلة الواحدة
وللأدوية دور في زيادة النسبة
- حبوب منع الحمل
- المنشطات
- أدوية هرمون الأستروجين التي تتناولها النساء
- تناول الأدوية التي تحتوي علي مادة الكورتيزون
خطوات تقليل نسبة الدهون الثلاثية في الدم
إذا كنتي تعاني من إرتفاع نسبتها في الدم، فعليكِ إتباع هذه الخطوات لتقليل الخطورة:
- ممارسة الرياضة، فالرياضة تعمل علي إكتساب صحة جيدة وتجعل الممارس أكثر نشاطًا
- الإقلاع عن التدخين
- إتباع نظام غذائي بعيدًا عن السُكريات والدهون
- خفض الوزن لتقليل نسبة الدهون في الجسم
- عند تناول الدجاج، قومي بنزع جلدها لأن الجلد يحتوي علي الكثير من الدهون
- تجنبي تناول الوجبات السريعة
- تجنبي تناول اللحوم المحفوظة والمصنعه
- تناول منتجات الألبان قليلة الدسم
- تناولي الطعام الذي يحتوي علي دهون أحادية غير مشبعة
- تناولي الأدوية التي تعمل علي إضعاف نسبة إفراز الكبد للشحوم الثلاثية، ولكن بعد إستشارة الطبيب
- تناولي أدوية فيتامين B3
علاقة الدهون الثلاثية بأمراض القلب
البشر علي وجه العموم عُرضه للإصابة بأمراض القلب مع تقدم العُمر.
ولكن معظمنا لا يفكر في هذا المرض خلال فترة العشرينات أو الثلاثينات إلا لو رأينا فرد من أفراد عائلتنا مُصاب بمرض من أمراض القلب.
لذلك ننصح دائمًا بإجراء الفحوصات الطبية للإطمئنان علي صحتنا ولتقليل خطورة الإصابة بأمراض القلب.
علاقة الدهون الثلاثية بالبروتينات الدهنية
يتم نقل الشحوم الثلاثية داخل الدم عن طريق البروتينات الدهنية مثل “كيلومكرون Chylomicron” و البروتينات ذات الكثافة المنخفضة VLDL“، ثم تأتي بقايا هذان النوعان من البروتينات الدهنية لتكوين صفائح مليئة بالدهون داخل الشرايين وبالتالي يحدث تصلب للشرايين.
كما يحتوي أغلبية طعامنا و وجباتنا علي الشحوم الثلاثية.
فلذلك تناول أي وجبه دسمة تحتوي علي دهون ترفع من نسبتها في الدم.
كيلومكرون Chylomicron
تتواجد هذه البروتينات في الأمعاء بعد تناول الوجبات الدسمة.
وتحتوي علي كميات صغيرة من الكولسترول و شحوم ثلاثية.
تبدأ رحله هذه البروتينات من الغدد الليمفاوية المعوية ثم إلي الدورة الدموية، ثم تتكون الشحوم الثلاثية في الدم.
وهنا يأتي دور إنزيم يسمي “ليباز البروتين الشحمي Lipoprotein Lipase“.
ليقوم بتحويل الكيلومكرون إلي أحماض دهنية حره تُضخ إلي القلب والعضلات.
البروتينات ذات الكثافة المنخفضة VLDL
يحتوي هذا النوع من البروتين علي الكولسترول و الشحوم الثلاثية.
و يتصل هذا النوع من البروتينات مع ليباز البروتين الشحمي.
حيث يقوم ليباز البروتين الشحمي بتحفيز الVLDL لإنتاج الطاقة بدلًا من الشحوم الثلاثية.
تتم إزالة الشحوم من الVLDL ليصبح بروتين دهني متوسط الكثافة IDL.
ثم تزيد نسبة الكولسترول وتصبح الIDL لبروتين دهني منخفض الكثافة LDL.
يكون للبروتينات ذات الكثافة المنخفضة والكيلومكرون دور في زيادة إلتهاب البنكرياس.
حيث أن النسب العالية لكلًا منهما تزيد من خطورة الأصابة بالإلتهاب البنكرياس الحاد.
العلاقة بين داء السُكري والدهون الثلاثية

من المعروف أن هناك نوعان من داء السُكري.
فالنوع الأول يحدث عندما تقل وظائف الجهاز المناعي ويفشل في الدفاع عن أي مرض أو عدوي.
وبالتالي يهاجم السُكري البنكرياس وينتج عن ذلك إطلاق كميات قليلة من الأنسولين.
أما النوع الثاني وهو الأكثر إنتشارًا بين الناس، ويصيب عادة أصحاب السمنة و البالغين.
فيطلق البنكرياس كميات كافية من الأنسولين ولا يستطيع الجسم الإستفادة من الكميات الزائدة من الأنسولين.
يصاحب هذا النوع من السُكري علامات يشعر بها المصاب كآلام في أطراف القدمين وأصابع اليد، بل وأمراض الكبد والكلي.
ولكن هنا لا علاقة بين إرتفاع نسبة الشحوم الثلاثية في الدم و الإصابة بمرض السُكري.
بل أن إرتفاع نسبتها تجعل نظام تحويل الطعام إلي طاقة لا يعمل بشكل منتظم.
حين يجتمع الأنسولين مع الجلوكوز داخل خلايا الدم، ثم يقوم الجسم بتحويل الأنسولين إلي طاقة
ثم يسمح الأنسولين للجسم أن يستخدم الدهون الثلاثية للحصول علي الطاقة.
السبب الرئيسي لارتفاع الدهون الثلاثية
أن السبب الشائع لأرتفاع نسبة الشحوم الثلاثية في الدم هو وجود الكربوهيدرات بنسب عالية داخل الطعام الذي نتناوله.
بالإضافة إلي إطلاق الشحوم إشارات عالية للجسم لكي يقاوم الأنسولين الزائد عن حاجه الجسم.
ولكن عند فشل الجسم في مقاومة كميات الأنسولين الكبيرة ترتفع مستويات السكر في الدم.
هناك علاقة قوية تربط داء السُكري بكافة أمراض القلب.
فعند إجراء تحليل الدم لمعرفة نسبة الجلوكوز في الدم وظهور نتيجة التحليل بأن نسبة الجلوكوز مرتفعة فهذا دليل علي أن نسبة الشحوم الثلاثية والكولسترول مرتفعة أيضًا، ويجب إجراء الفحوصات الطبية للعلاج المبكر وقبل حدوث الإصابة.
ملحوظة: إرتفاع نسبة الجلوكوز في الدم ليست بإشارة إنكِ مريضة بداء السُكري من النوع الثاني.
بل هي مرحلة ما قبل الإصابة، فلا داعي للقلق، يمكنكِ الذهاب إلي الطبيب المتخصص مباشرًا للإستشارة.
خُلاصة القول: هناك علاقة غير مباشرة ما بين داء السُكري وأمراض القلب والكبد والكلي الناتجة عن إرتفاع نسبة الشحوم الثلاثية في الدم.
فمعرفة نسبة الجلوكوز في الدم مرتبطة بمعرفة نسب الشحوم الثلاثية والكولسترول في الدم.
وأن الشحوم الثلاثية تتصل ببعض من البروتينات الدهنية مثل البروتينات ذات الكثافة المنخفضة و الكيلومكرون.
وأن هذا له دور في تكوين الشحوم الثلاثية وخفض نسب أنواع معينه من البروتينات في الدم.