ماذا تعرف عن أمراض المناعة الذاتية؟ إليك ماهيتها وأهم أنواعها وطرق تفادي الإصابة بها

إن أمراض المناعة الذاتية عبارة عن أمراض ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالجهاز المناعي لجسم الإنسان.
ولكي نتعرف عليها أكثر، دعونا نتعرف على الجهاز المناعي ووظائفه لحماية الجسم من الإصابة بالأمراض ومكافحتها.
الجهاز المناعي في جسم الإنسان
إن الجهاز المناعي في جسم الإنسان عبارة عن خط دفاع ضد عوامل خارجية وداخلية، بهدف حمايته من الإصابة بالأمراض.
إذ يكافح الجهاز المناعي الفيروسات والميكروبات وغيرها من الأجسام الغريبة التي تصيب الجسم، فينتج عن ذلك الإصابات المختلفة بالأمراض.
وتكون طريقة عمل الجهاز المناعي في جسم الإنسان عبارة عن تحديد للأجسام الغريبة تلك التي تصيب الجسم، فيتعرف عليها أولًا.
ومن ثم يعمل على مكافحتها والتخلص منها، فيقضي عليها قبل أن تتسبب في أي ضرر بالجسم أو خلاياه.
ونظرًا لأهمية الجهاز المناعي في جسم، يجب الحفاظ عليه من أجل ضمان بقاء الجسم في حالة صحية كبيرة.
وهناك الكثير من العوامل التي يجب على الإنسان الاعتياد عليها للمحافظة على هذا الجهاز، منها:
- ممارسة الرياضة على نحو منتظم
- الابتعاد على الضغط العصبي والحصول على فترات للراحة على نحو متكرر
- النوم لفترات كافية
- شرب الأعشاب الصحية مثل الزنجبيل والليمون
- التنزه في الهواء الطلق والتريض فيه لصحة أفضل وراحة نفسية أكبر

أمراض المناعة الذاتية
كما ذكرنا، فإن أمراض المناعة الذاتية ترتبط بالجهاز المناعي في جسم الإنسان على نحو وثيق، فإذا اضطربت وظائف جهاز المناعة، ظهرت هذه الأمراض.
حيث تحدث أمراض المناعة الذاتية نتيجة خلل في وظائف الجهاز المناعي وفشل يؤدي إلى عدم القدرة على القيام بمهامه.
إذ من المعتاد أن يهاجم الجهاز المناعي العناصر الغريبة عن جسم الإنسان، لكن في حالة الخلل يبدأ بمهاجمة أعضاء الجسم.
ويكون تعريف أمراض المناعة الذاتية في هذه الحالة عبارة عن:
خلل في الجهاز المناعي ينتج عنه فشل التعرف على الخلايا والتمييز بين الأجهزة، فيبدأ بمهاجمة أجهزة الجسم وأعضائه المختلفة على اعتبار أنها عناصر مضرة بالجسم.
علاوة على ذلك، يوجد قرابة 80 مرضًا من أمراض المناعة الذاتية التي تم التعرف عليها حتى الآن.
فيما يوجد الكثير من الأمراض التي لديها الأعراض نفسها ويشتبه أن تكون إحداها لها صلة بالمناعة الذاتية.
بينما تنتشر هذه الانواع من الأمراض المرتبطة بالمناعة بين الإناث بدرجة أكبر من الذكور، إذ تكون نسبة الإصابة بها بين الذكور والإناث 2:1.
وليس السبب في هذا الأمر ضعف الجهاز المناعي للإناث، لكن في كونه جهازًا مناعيًا أقوى من نظيره عند الذكور.
فعندما يتعرض الجهاز المناعي القوي للإناث وتضطرب وظائفه، يتسبب هذا الأمر في خلل كبير ينتج عنه مهاجمة لأعضاء الجسم وأجهزته المختلفة.
وهذا الأمر يؤثر تأثيرًا بالغًا على الجسم وصحته نظرًا لقوة جهازه المناعي، فتزيد نسبة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بالتبعية.
كما أن فداحة الإصابات تزداد في فترات معينة، أهمها فترة الحمل.
حيث إن الحمل بمثابة المنعطف الكبير الذي يُحدِث تأثيرًا كبيرًا على المرض أو الإصابة، والعكس بالعكس، فقد يحدث أن يؤثر المرض بالتبعية على الحمل أيضًا.
أسباب أمراض المناعة الذاتية
تتعدد أسباب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، حيث إن عواملًا عدة تتداخل سويًا، ومن أهمها:
- العامل الوراثي: حيث تشيع الإصابة بهذه الأمراض وراثيًا، وهذا العامل يكون موجودًا منذ الولادة في التركيب الجيني للفرد.
وليس بالضرورة أن يصاب جميع أفراد العائلة التي يشاع فيها المرض، وإنما يكفي الاستعداد للإصابة به.
ومع وجود العامل المهيئ للإصابة، إلى جانب عوامل مجفزة، تظهر أعراض المرض في الشخص الحامل لهذا التركيب الجيني. - المنظومة الهرمونية: تظهر أعراض الإصابة بأنوع عدة من أمراض المناعة الذاتية كثيرًا بسبب المنظومة الهرمونية للجسم.
وتكون الهرمونات الجنسية لدى النساء على الأخص هي الهرمونات التي قد يسبب أي خلل بها فشلًا في وظائف الجهاز المناعي. - العوامل البيئية: تتنوع العوامل البيئية التي تتسبب في إصابات من هذا النوع المتعلق بخلل الجهاز المناعي.
حيث إن منها العوامل المتعلقة بالأدوية، حيث يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في إحداث خلل بالمناعة.
وأخرى متعلقة بالمواد الكيميائية المستخدمة للعديد من الأغراض والتي يكون لها ضررًا مباشرًا على الكثير من أجهزة الجسم ووظائفها، وأهمها الجهاز المناعي. - الفيروسات والجراثيم: تهاجم الكثير من الفيرووسات والجراثيم جسم الإنسان، فتصيبه بأمراض عدة.
أمها وأن واجهة الدفاع الأولى هي الجهاز المناعي في الجسم، فإنه يقاومها ويعمل على القضاء عليها.
وبالتالي فإن الجهاز المناعي يتعرض في بعض الأحيان للهزائم أمام هذه الفيروسات، فيبدأ في الاضطراب والخلط بين من يهاجم الجسم ويحدث فيه ضررًا، وبين أعضائه وأجهزته المختلفة. - التغذية: إن التغذية تعد أهم عامل مؤثر على جسم الإنسان وصحته.
حيث إن التغذية السليمة تقوي الجسم وتدعم أجهزته وتعزز مهمتها في القيام بالوظائف الحيوية المتعددة.
أما التغذية غير السليمة فتتسبب في الكثير من المشكلات للجسم، ومن أهمها التأثير السلبي الجهاز المناعي.
وفي حالة إحداث هذا التغيير، فإن الجهاز المناعي سيفشل في أداء مهامه الحيوية، مما سينتج عنه تلك الإصابات.
كما يشار في بعض الأحيان إلى النظام الغذائي غير الصحي الذي يكون غنيًا بالدهون والسكريات.
إلى جانب الأطعمة الجاهزة أو المصنعة منها، إذ ينتج عنها التهابات من شأنها أن تؤدي إلى إثارة الجهاز المناعي. - التوتر النفسي: ينتج عن التوتر النفسي الكثير من الخلل في الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، فتتأثير أجهزته بالتبعية أيضًا.

أنواع أمراض المناعة الذاتية
تعددت أنواع امراض المناعة الذاتية فوصلت إلى 80 نوعًا مختلفًا، وعلى تنوعها الكبيرة تتنوع أعراض كل منها.
فيما تعمل هذه الأمراض على إتلاف الأجهزة وإعاقة مهمتها في إتمام وظائفها الحيوية.
كما أنها تتسبب في إحداث نمو غير طبيعي بها، إلى جانب التسبب في إتلاف أنسجتها وخلاياها.
فقد يهاجم الجهاز المناعي أجهزة بعينها أو أعضاء مثل:
- الجلد
- العضلات
- الغدد الدرقية
- الأنسجة الضامة
- خلايا الدم الحمراء
ومن أشهرأنواع أمراض المناعة الذاتية ما يلي:
- مرض السكري: يعد مرض السكري من النوع الأول أحد أشهر الأمراض الناتجة عن خلل الجهاز المناعي.
حيث إن جهاز المناعة في الخسم يتسبب في تدمير الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين عند مهاجمته للبنكرياس.
نتيجة لذلك، تضطرب مستويات السكر في الدم، فيرتفع، الأمر الذي ينتج عنه ضررًا بالغا في عدة أجهزة.
ومن هذه الأجهزة القلب والأوعية الدموية، فترتفع مخاطر إصابتها بأمراض عدة، إلى جانب الأعصاب والكلى والعين. - التهاب المفاصل الروماتويدي: عند فشل الجهاز المناعي في التعرف على المفاصل على أنها من أعضاء الجسم، فإنه يبدأ مهاجمتها.
ينتج عن هذا الهجوم سخونة واحمرارًا في المفاصل، إلى جانب حدوث تصلب فيها وكذلك يصل الأمر إلى التورم.
وقد يصاب الإنسان بهذا المرض مبكرًا في عمر الثلاثين وبداياته، على عكس أمراض المفاصل الأخرى مثل خشونة المفاصل. - الصدفية: إن مرض الصدفية أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الإنسان نتيجة خلل في الجهاز المناعي.
وفي هذا المرض تتكون الخلايا الجلدية على نحو متسارع وكذا تتضاعف، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين بقع حمراء على الجلد.
هذه البقع تكون معروفة على انها حراشف أو لوحيات جلدية.
ويعاني المصاب في هذا المرض من عدة أعراض أخرى أهمها آلام المفاصل وتصلبها. - الذئبة الحمراء: يعرف هذا المرض أيضًا على الذئبة الحمامية المجموعية.
وفي هذا المرض الذي صُنِّف قديمًا على أنه مرض جلدي، يعاني المريض من عدة أعراض أخرى.
تظهر هذه الأعراض نتيجة تأثير المرض على أعضاء أخرى في الجسم أهمها الكلى والدماغ والقلب والمفاصل.
ومن هذه الأعراض آلام المفاصل إلى جانب الطفح الجلدي وكذا إعياء شديد بالجسم.

طرق علاج أمراض المناعة الذاتية
إن علاج الأمراض المرتبطة بالمناعة لا يعد علاجًا جذريًا لها وإنما مسكنًا لأعراضها المختلفة.
فلا يمكن لعلاج ما القضاء على هذه الأمراض، وإنما تستخدم هذه العلاجات للتحكم في نشاط الجهاز المناعي المفرط، بالإضافة إلى تقليل مدى الإصابة بالالتهابات.
فيما يمكن استخدام علاجات متعددة لتخفيف الكثير من الأعراض التي تظهر بصحبة هذه الأمراض المختلفة.
حيث إن الآلام المصاحبة أو التورم أو الإرهاق يصف لها الطبيب علاجات مختلفة حتى يتمكن الإنسان من القيام بأنشطته اليومية على نحو معتاد.
علاوة على ذلك، يمكن اتباع حميات غذائية صحية تساعد على تهدئية النشاط المفرط للجهاز المناعي.
فيمكن تناول أطعمة صحية طازجة، وكذلك الابتعاد عن الأطعمة التي تكون غنية بالدهون والعناصر الضارة بالجسم وصحته.
بينما يجب على الإنسان الحفاظ على مستويات السكر والكوليسترول في الدم متوازنة ومستقرة، ويمكنه الابتعاد عن أي أطعمة تسبب استثارات لأي من تلك الأمراض.
بالإضافة إلى ذلك، ينصح بالتخلص من السموم التي تكون متراكمة في أجهزة متعددة بجسم الإنسان، مثل الكلى والكبد.
وهذا الأمر يكون بداعي منع إننتاج الجذور الحرة، فهذه الجذور تعيق بدورها مهام الإنزيمات.
ومن أجل تفادي استثارة الأمراض والإصابة بها ينصح بالبعد عن مسبباته من العوامل البيئية والعناصر الكيمياوية التي تصيب أجهزة الجسم وتضر به.
وكذلك ينصح بمتابعة نسبة فيتامين د في جسم الإنسان، ويمكن تعزيزه من خلال تعريض الجسم لأشعة الشمس، حتى يمكن له الحصول على النسبة الكافية من فيتامين د.
الأمر الأهم هو ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن الجسم وصحته، وكذلك للتخلص من التوتر العصبي.

الخلاصة
إن أمراض المناعة الذاتية عبارة عن أمراض تحدث نتيجة خلل بالجهاز المناعي بالجسم.
حيث يفشل الجهاز المناعي في التعرف على أجهزة الجسم وأعضائه المختلفة، ويبدأ مهاجمتها باعتبارها أجسام ضارة بالجسم.
ومن أشهر أنواع أمراض المناعة الذاتية: مرض السكري من النوع الأول، والذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
ويمكن تفادي الإصابة بهذه الأمراض من خلال الابتعاد عن الأنظمة الغذائية الضارة بالجسم، إلى جانب الابتعاد عن العوامل البيئية التي تؤدي إلى تراكم السموم في اجهزة الجسم المختلفة.
فيما ينصح بالتعرض لأشعة الشمس لموازنة فيتامين د في الجسم والحصول عليه بالقدر الكافي.
بالإضافة إلى ممارسة الرياضة على نحو منتظم للحفاظ على صحة الجسم وتعزيزها.