أقراص المضاد الحيوي: السبب الرئيسي لتدمير جهاز المناعة لدى طفلك

أقراص المضاد الحيوي: السبب الرئيسي لتدمير جهاز المناعة لدى طفلك

من أكثر الأمور المُقلقة لدى الكثير من الأمهات هو إرتفاع درجة حرارة الطفل، وخصوصًا في فصل الشتاء أو أثناء فترات تغيير فصول السنة.

ومن المعروف أن الجهاز المناعي هو المسئول عن إصابة الشخص بالأمراض، وبضعفه يتعرض الجسم للإصابة بالعديد من العلل.

في إعتقاد الكثير من الأمهات أن المضاد الحيوي هو الشافي الوحيد لأي مرض، فالكثيرات تعطي أطفالهن المضاد الحيوي دون إستشارة الطبيب أو بدون تحديد جرعه معينه، ولكن هذه العادة بالغة الخطورة.

فتناول المضاد الحيوي بدون جرعة هو السبب الأول لتدمير الجهاز المناعي، بل ويمتد التدمير إلي أجهزة الجسم الأخري في بعض الأحيان.

الجهاز المناعي ووظيفته داخل الجسم

يٌعرف الجهاز المناعي على أنه الحائط الطبيعي الموجود داخل الجسم، والذي يقوم بمراقبة دخول الجراثيم للجسم أو المواد الضارة التي تسبب الإصابة بالأمراض.

والجهاز المناعي هو منظومة شبكية تحتوي على العديد من الخلايا والأنسجة التي تقوم بحماية الجسم، ومن أهم تلك الخلايا المتواجدة بالجسم هي كريات الدم البيضاء.

تتمركز وظيفة كريات الدم البيضاء في البحث عن الجراثيم والكائنات التي تهاجم الجسم، وذلك للقضاء عليها والتخلص منها، ويتم إنتاج هذا النوع من الكريات من خلال 3 أماكن بالجسم.

وهم، نخاع العظم والغدد الليمفاوية والأنسجة الليمفاوية الموجودة داخل الطحال والكبد، تتحرك كريات الدم البيضاء داخل الجسم عن طريق الأوعية الدموية والليمفاوية معًا.

كيف يؤدي الجهاز المناعي دوره؟

تقوم عدد من الخلايا الموجودة داخل الجسم بحث الخلايا الليمفاوية على إنتاج الأجسام المضادة، وذلك في حال إكتشاف أي مادة غريبة تريد مهاجمة الجسم.

تتواجد الأجسام المضادة داخل الجسم لحين ظهور نفس المرض التي قامت بالتصدي له مرة أخري، أي حماية الجسم من الهجوم المستقبلي لنفس المرض الذي تم القضاء عليه من قبل.

وتحتاج الأجسام المضادة إلي مساعد أخر لتدمير المستضد “أي المواد التي تريد مهاجمة الجسم“، وغالبًا ما كون هذا المساعد الأخر هو الخلايا التائية.

فتقوم الخلايا التائية بتدمير المستضدات والخلايا التي تم وضع عليها علامة عن طريق الأجسام المضادة، أو مساعدة الخلايا الأخري في القيام بوظائفها مثل خلايا البالعات.

أنواع المناعة الموجودة في الجسم

يحتوي الجسم البشري على 4 أنواع من المناعة:

المناعة السلبية: وتستمر لمدة قصيرة لأنها مستعارة من مصدر آخر، فعلى سبيل المثال، تقوم الأم برضاعة طفلها رضاعة طبيعية.

فتتواجد الأجسام المضادة خلال فترة الرضاعة داخل حليب الأم لإعطاء الأم والرضيع حماية كاملة من الإصابة بالأمراض.

كما أنها تحمي الطفل من الأمراض والعدوى التي يمكن أن تصيبه خلال سنواته الأولى.

المناعة الداخلية: وهي مناعة طبيعية نُولد بها وهي نوع من أنواع الحماية العامة، فتتواجد المناعة الداخلية داخل جميع الكائنات الحية حتي الحيوانات.

المناعة الفطرية: تعتبر المناعة الفطرية هي خط الدفاع الأول للجسم لمنع الأمراض والجراثيم من مهاجمة الجسم.

تتواجد المناعة الفطرية داخل الأغشية المخاطية الموجودة بالأنف والجهاز الهضمي والحلق، وتتواجد على الجلد أيضًا.

المناعة التكيفية: وتُسمي أيضًا بالحماية النشطة، وتتمثل الخلايا الليمفاوية كنوع من أنواع المناعة التكيفية.

وتتميز المناعة التكيفية بأنها تتطور وتتجدد على مدار العُمر داخل أجسادنا، فحين يتعرض الجسم للأمراض أو حين يتم تطعيم الطفل، تتجدد المناعة بداخلنا ذاتيًا دون تدخل.

ولكن يختلف الجهاز المناعي من شخص إلي أخر، فتجدين طفل تختلف مناعته عن الأخر، فهناك طفل يُصاب بالإنفلونزا من فترة إلي فترة ربما تطول أو تقصر.

وهناك طفل تلازمه الإنفلونزا طوال العام دون إنقطاع.

كيف يعرف الجهاز المناعي الخلايا التي تود مهاجمة الجسم؟

يحتوي الجسم على الكثير من البكتيريا الصديقة، والتي تساعد الجسم على أن يؤدي عمله بشكل صحيح، حيث تجدين بكتيريا داخل الأمعاء تقوم بهضم الطعام وتوزيعه داخل أجزاء الجسم المختلفة.

وتتواجد أيضًا البكتيريا الصديقة على أسطح الجلد وبداخل الأمعاء، ولكن ليس هناك أيا محاولات من تلك البكتيريا لمهاجمة الجسم، لذلك لا يستطيع الجسم أن يتخلص منها.

وتقوم الخلايا الليمفاوية بصنع الأجسام المضادة لترتبط بالجراثيم التي تريد غزو الجسم، فيكون ارتباطها بمثابة علامة لكريات الدم البيضاء لتدمر تلك الجراثيم والقضاء عليها.

يمكن للجهاز المناعي التعرف على الخلايا الموجودة داخل جسمك عن طريق مستضدات كريات الدم البيضاء، و التي ترمز برمز HLA، وهي إختصار “The human leukocyte antigen“.

علامات تدل على ضعف الجهاز المناعي لدى طفلك

يقوم الجسم بإعطاء إشارات للإنسان تدل على ضعف الجهاز المناعي، وتكون تلك الإشارات على هيئة أمراض تظهر على الجسم.

وإهمال تلك الأمراض يؤدي إلي تضاعف ضعف الجهاز المناعي، والذي يؤدي إلي تدهور حالة الطفل الصحية، وبعض الإشارات التي يُعطيها الجسم:

الإصابة بالتعب من أقل مجهود

فالاستيقاظ مع الشعور بآلام بالجسم سببه الجهاز المناعي الضعيف، والذي يقوم بمقاومة الجراثيم الضارة التي تهاجم الجسم بمعدل 3 أضعاف مقاومته للجراثيم بالمعدل الطبيعي.

فبالتالي يشعر طفلك بالتعب عند القيام بأقل مجهود.

القلق المستمر طوال الوقت

تدفق هرمونات القلق للجسم باستمرار يؤدي إلي تدهور وظائف الجسم، فتصاب خلايا الدم البيضاء بالالتهابات، مما يُعيق عملها في مهاجمة وتدمير الجراثيم التي تُهاجم الجسم.

والقلق أمر طبيعي وفسيولوجي، ولكن زيادة القلق عن حده يؤدي إلي كوارث صحية، فعليكِ باحتواء طفلك كثيرًا وإظهار حبك له طوال الوقت حتي إذا فعل شئ خاطئ.

زيادة الوزن

هناك علاقة قوية بين زيادة الوزن وضعف الجهاز المناعي، فزيادة وزن طفلك تؤدي إلي زيادة الأنسجة الدهنية داخل جسمه.

فتقوم الأنسجة الدهنية بإنتاج المزيد من السيتوكينات، مما يؤدي إلي إصابة الجهاز المناعي بإلتهاب مزمن، وبالتالي تتدهور قدرة الجهاز المناعي في محاربة العدوى التي تهاجم الجسم بعد إصابته بالتهابات مزمنة.

إصابة طفلك بنزلات برد متكررة

عندما يُصاب طفلك بنزلات برد متكررة فهذا يدل على ضعف الجهاز المناعي، بل وعدم قدرة جهازه المناعي على مقاومة النزلات المتكررة.

لذلك يحتاج الجهاز المناعي إلي مساعدات من الخارج نتيجة الهجمات المتكررة التي يتعرض لها من نزلات البرد.

فيتم إختراق الجهاز المناعي في كل هجمة من هجمات جراثيم نزلات البرد، مما يؤدي إلي إضعاف الجهاز المناعي.

إذا كان طفلك يعاني من مشاكل معوية

فهناك علاقة قوية بين الجهاز المناعي وبكتيريا الجهاز المعوي، فيحتوي الجهاز المعوي على بكتيريا متوازنة لتتوازن مع الجهاز المناعي.

وعندما يتخلخل اتزان البكتيريا داخل الجهاز المعوي يتخلخل معه الجهاز المناعي، ويؤدي هذا الاختلال إلي إصابة الطفل بالإسهال والغثيان وأمراض أخري مرتبطة بالجهاز المعوي.

كل هذا يُشير إلي إضطراب الجهاز المناعي لدى طفلك وضعفه، إذا أشكي طفلك من وجود مشاكل بالمعدة أو إسهال أو قئ قومي بالتوجه إلي الطبيب فورًا.

بطء التئام الجروح والإصابات

إذا لاحظتي أن الجروح في طفلك تستغرق وقت طويل للالتئام فهذا يدل على ضعف الجهاز المناعي لدى طفلك.

فالجهاز المناعي القوي يساعد على إلتئام الجروح بسرعة ومحاربة البكتيريا والحد الإصابة بالأمراض المختلفة.

إذا لاحظتي أي من تلك العلامات على طفلك، فلا داعِ للانتظار، وقومي بالذهاب إلي أقرب طبيب لعمل الفحوصات اللازمة لاستعادة قوة مناعته.

أطعمة ومشروبات وبعض النصائح لتقوية الجهاز المناعي لطفلك

تقوية الجهاز المناعي أمر ضروري لطفلك، خصوصًا في السنوات الأولى من عمره.

والأمر لا يقف عند تناول بعض الأطعمة والمشروبات فقط، بل الدعم النفسي أقوي وأهم من أي شئ.

هدئي من توتره

يعاني الأطفال من التوتر أكثر من المعتاد هذا العصر، ولكن تتشابه نفس مُعدلات الاستجابة للتوتر بين الأطفال والمراهقين.

إذا استمر طفلك في توتر طول الوقت، فإن هذا يعني أن جهازه المناعي ستنخفض استجابته وتخلخل وظائفه.

فمن المهم أن يبقى الطفل في حالة هادئة ويحصل على قسط كافِ من الراحة وممارسة هواياته المفضلة.

إحمي طفلك من الجراثيم

تُسمي البكتيريا المفيدة التي تتواجد داخل أمعائنا بالبروبيوتيك، فهي تقوم بحماية الجهاز الهمضي وإزالة السموم من الجسم، بل وتقوم بهضم الطعام أيضًا.

فعند حدوث اختلال بالتوازن البكتيري داخل جسم طفلك، تقل معه قوة الجسم في القضاء على العدوى.

تأكدي من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم والراحة

يحتاج الطفل إلي النوم لمدة 10 ساعات أو 14 ساعة في اليوم ليتم إفراز هرمون النوم والبقاء في صحة جيدة.

ضرورة إعطاء المكملات الغذائية لطفلك

يعتبر فيتامين د والزنك من أفضل المُكملات الغذائية لتقوية مناعة طفلك، أما عن أمراض الجهاز التنفسي المتكررة فأعشاب التوت البري من أفضل الحلول.

ولكن يجب إستشارة الطبيب المتخصص قبل البدء في إعطاء طفلك أي مكمل.

إبتعدي عن أقراص المضاد الحيوي

أسهل طريقة لخفض حرارة طفلك هي تلك الأقراص، أو إذا بدأ طفلك بالسعال أو الرشح فأن أقصر الطرق هي إعطاءه مضاد حيوي، أرجوكِ توقفي عن فعل هذه العادة السيئة.

فتناول الأطفال لها بشكل مُفرط يؤدي إلي تدمير الجهاز المناعي وانخفاض استجابته، ينمو الجهاز المناعي حتي سن الخامسه من العمر.

فعند إعطاء جرعات زائدة من المضاد الحيوي لطفل ذو خمس سنوات، فهذا يساعد علي اختلال وظيفة الجهاز المناعي لديه.

وأكثر ما تفعله تلك الأقراص هي زيادة الأجسام المضادة تجاه مرض معين، ولكنها لا توفر مناعة حقيقة للمرض بعينه.

الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية لأطول فترة تقوي مناعة رضيعك، فيحتوي لبن الأم علي أحماض دهنية أساسية تفيد صحة ومناعة الرضيع.

لذا احرصي علي إرضاع طفلك رضاعة طبيعية لحمايته من الأمراض والعدوى.

أما عن المشروبات والأطعمة

  • مشروب التفاح والجزر والبرتقال: يحتوي هذا المشروب علي فيتامين سي وحمض الفوليك والبوتاسيوم
  • مشروب الفراولة بالكيوي والنعناع: فهذا المشروب ملئ بفيتامينات “A – B6 – C” والماغنسيوم والزنك وحمض الفوليك
  • مشروب البرتقال والجريب فروت

فيتامين c ملئ بمضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من الجراثيم والعدوى.

ولكن يحتوي هذا المشروب علي فيتامينات “A – B6 – c“، بالإضافة إلي حمض الفوليك والزنك.

عصير البطيخ

يٌعرف البطيخ بأنه ملئ بفيتامينات “A- C” ومعادن أخرى مثل الماغنسيوم والزنك

  • عصير الطماطم

قومي بعصر بعض من حبات الطماطم بدون أي إضافات، فالطماطم مليئة بعنصر الحديد والفوليك وفيتامين”A – C“.

شوربة الدواجن:

وتساعد علي تحسين صحة الجسم خصوصًا أثناء الإصابة بنزلات البرد، كما أن الدواجن مثل الديك الرومي تحتوي علي فيتامين B6، الذي يساعد علي تشكيل وتجديد كرات الدم الحمراء.

الزبادي:

من أهم الأشياء التي يجب أن يعتاد عليها طفلك هو تناول الزبادي ولو مرة واحدة يوميًا، فتحتوي الزبادي علي نسبة عالية من البروتين والكالسيوم واللذان يساعدان علي تعزيز المناعة وتقليل الالتهابات.

قومي بإضافة القليل من السكر مع كوب الزبادي أو قطع الفاكهة التي يحبها طفلك.

اللوز:

البروتين والدهون الصحية والألياف والبوتاسيوم تجعل من اللوز شئ لا غنى عنه.

فجسم طفلك يحتاج إلي تلك العناصر التي تتواجد داخل اللوز لتقوية الجهاز المناعي، كما أن طفلك في حاجة يومية إلي فيتامين E وعناصر أخري.

البطاطا الحلوة

فهي تحتوي علي مادة البيتا كاروتين التي تتحول إلي فيتامين أ داخل الجسم لتحافظ علي صحة الجلد، فالجلد هو المحارب الأول ضد دخول البكتيريا والجراثيم للجسم.

قومي بتقدم طبق البطاطا الحلوة إلي طفلك لكي يعتاد أكلها.

الأسماك:

أسماك السلمون والتونة تحتوي علي أوميجا والتي تزيد من إنتاج كريات الدم البيضاء التي تقاوم البكتيريا.

مما يؤدي إلي تعزيز مناعة طفلك، كما تساعد علي تقليل الإصابة بنزلات البرد وحماية الرئتين.

الثوم:

فإضافة الثوم أثناء تحضير أكلاتك لا يعتبر أمر ضار أو خطير، فيحتوي الثوم علي عنصر الكبريت الذي يساعد علي إنتاج الأجسام المضادة.

والتي تقوم بدورها في محاربة الفيروسات والبكتيريا الضارة التي تريد غزو الجسم.

خُلاصة القول

قوة جهاز مناعة طفلك هي مؤشر قوي علي صحته، فبوابة دخول البكتيريا والأمراض تكون من خلال قوة أو ضعف المناعة.

ودليلك لتقوية المناعة هي الوجبات الصحية والمشروبات الطبيعية، كمشروب البرتقال والبطيخ والطماطم والزبادي، وأيضًا البطاطا الحلوة والأسماك.

وعلي وجه الخصوص أسماك السلمون والتونة، كل هذا وأكثر يمكنكِ تقديمه لطفلك، ولا تنسي إبقاء الطفل داخل جو أسري سليم.

فراحة الطفل النفسية هي أهم مرحلة لإكتساب جهاز مناعي قوي، كما أنه من الواجب إستشارة الطبيب قبل إعطاء طفلك أي شئ.

توقفي عن إعطاء طفلك جرعات غير محددة من أقراص المضاد الحيوي لأنها ستؤثر بالسلب علي صحته خصوصًا أثناء الإصابة بنزلات البرد.

وقومي بالتوجه إلي الطبيب المتخصص في حالة إصابة طفلك بأي مرض.

مقالات ذات صلة
نرحب بجميع التعليقات: