أعراض القلق والتوتر وأسبابهما ومدى تأثيرهما على نمط حياتك

جميعنا يصاب بأعراض نفسية مختلفة ومتنوعة، وهذه الأعراض تجعلنا نفقد تركيزنا في عملنا أو حياتنا الاجتماعية.
ومن أجل التمكن من التغلب على كل الأعراض النفسية التي نواجهها، سواء أعراض القلق والتوتر أو غيرها من الأعراض، علينا التعرف عليها جدًا أولًا.
وسنستعرض في هذا المقال تعريف القلق والتوتر وأعراضهما المختلفة وطرق تجاوز هذه الأعراض للتمتع بحياة صحية على من جانبها النفسي.
تعريف القلق
يعرَّف القلق على أنه حالة نفسية وفسيولوجية متعددة التركيب، فمنها العناصر الجسدية وأخرى السلوكية والإدراكية وغيرها.
ويتسبب هذا القلق في خلق شعور غير مرغوب فيه لكونه شعورًا غير سار، يصاحبه شعورًا بعدم الارتياح أو نوعًا من أنواع الخوف.
ويعكس التوتر حالات التوتر والخوف وعدم الارتياح بحركات معينة أو أعراض أخرى تظهر ظهورًا ماديًا على الجسد أو في طريقة تعامله مع الآخرين.
وكلما ازداد الإنسان في التفكير في مخاوفه أو مصدر قلقه، زاد جزعه وخوفه من حدوثه.
فيما يعتبر آخرون أن أعراض القلق والتوتر أمر طبيعي يعود بالفائدة على الإنسان في حالات معينة.
حيث إن تلك الأعراض تعد إشارة إنذر في بعض الأحيان بوجود خطر ما على الإنسان الاستعداد له.
لكن هذه الأعراض إن تعدت الحد الطبيعي منها، فيجب على الإنسان الانتباه لكون الأمر وصل إلى حد المرض وعليه التغلب عليه ومجابهته.
أما الجانب الآخر في تعريف القلق أن مصدر الخوف يكون في بعض الأحيان غير دقيق وغير محدد في الوقت نفسه.
في حين قد يكون ذلك الخطر، في حالة تحديده أو لا، قد يكون غير موجود في الحقيقة من الأساس، وأن المريض قد اختلقه من مخيلته.

أنواع القلق والتوتر
تتباين أعراض القلق والتوتر تباينًا كبيرًا حسب كل شخص وحسب مصدر هذا القلق.
حيث إن المخاوف التي تصاحب القلق والتوتر يكون مصدرها إما أمرًا واقعيًا يخشاه المريض ويفكر به إلى حد المرض.
وقد يكون أمرًا مصدره مخيلته وحسب، وهذا الأمر يكون مستوى أكبر من المرض يحتاج الانتباه إليه.
ومن أنواع القلق ما يلي:
- الخوف من حالات طبية: قد يعاني الشخص المصاب من أعراض القلق بسبب مشكلات صحية جسدية.
حيث يصاب المريض بالذعر عن رؤية الإصابات الجسدية المختلفة أو عند التفكير بها. - الأماكن المكشوفة: قد يصاب المريض بحالة من الخوف لمجرد تواجده في أماكن تشعره أنه مراقب أو تشعره بالحرج.
وفي هذه المواقف يشعر المريض أنه محاصر وغير قادر على التعامل مع المتواجدين في هذا المكان لأسباب مختلفة. - القلق العام: يشعر الشخص المصاب بهذا النوع بالخوف والقلق نحو العديد من الأنشطة المختلفة.
ويؤثر هذا النوع على الشخص ماديًا أيضًا، فيشعر بهذه التأثيرات ومردودها السلبي على جسده. - الهلع: يصاب المريض بهذا النوع بالكثير من نوبات الهلع المتكررة، إلى جانب شعوره بالقلق والذعر الشديدين.
وتصل هذه الاضطرابات إلى الذروة في دقائق، وتتباين المشاعر والأعراض تباينًا كبيرًا لخوف المريض من حدوث أشياء كثيرة له. - الصمت الاختياري: يصاب به الأطفال، وهو حالة يفشل الأطفال فيها في التحدث إلى الآخرين في بعض المواقف.
وذلك ليتمكنوا من الحديث في مواقف أخرى مع أناس آخرين. - قلق الانفصال: يصاب به الأطفال نتيجة الانفصال عن أولياء أمورهم، وهذا الاضطراب يكون في مرحلة الطفولة.
فيما يكون القلق هنا مرتبطًا ارتباطًا ماديًا بمستوى نمو الطفل. - أعراض القلق غير المحدد: هي أعراض تكون مرتبطة بمخاوف واضطرابات قلق محبطة ومربكة بالنسبة للشخص المصاب.
وفي هذه الحالة يكون القلق غير محدد ولا يفي بالمعايير المطلوبة لتصنيفه مثل الاضطرابات الأخرى.

أعراض القلق والتوتر
وعلى اختلافأنواع الاضطرابات، تختلف أعراض القلق والتوتر، وكذلك تتباين الأعراض من شخص إلى آخر وبدرجات متفاوتة.
وتعتمد الأعراض في ظهورها أيضًا على الشخصية نفسها ومدى تأثير الاضطراب ونوعه فيها.
كما أن ردود الفعل تتباين حسب مستوى الإصابة بالاضطراب وكذلك حسب نوعه والسمات الشخصية للمصاب.
فيما يوجد هناك أعراض شائعة بين كافة الأنواع ومعظم الشخصيات التي تصاب بهذه الاضطرابات، ومنها:
- فقدان التركيز
- الصداع المستمر
- اضطرابات متكررة مع الخوف عند التواجد في المواقف الاجتماعية على اختلافها
- الأرق المستمر وفقدان القدرة على النوم الهادئ
- الشعور بالغضب الدائم والتوتر العصبي الذي يصل إلى الانفعال المستمر
- آلام واضطرابات في المعدة إلى جانب اضطرابات معوية
- اضطرابات في التنفس وتسارع عملية التنفس
- زيادة معدل ضربات القلب
- الشعور الدائم بالدوار
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق
- التعرق الدائم مع الارتجاف
- الشعور باقتراب الموت وانتهاء الحياة
- تجنب الكثير من الأمور خوفًا من الإصابة بهذه الأعراض

أسباب ظهور أعراض القلق والتوتر
تعددت أسباب القلق والتوتر، كما تعددت تفسيرات تلك الأسباب، وذلك مع انتشارهما الكبير بين عامة الناس.
على الرغم من ذلك، فإن معظم هذه الأسباب ليست واضحة ومحددة كفاية، ولم يتوصل الباحثون إلى أسباب واضحة ومحددة لكل هذه الأعراض والحالات.
حيث إن بعضهم يقول إن الناقلات العصبية، وهي مواد كيميائية في الدماغ، هي المسؤولة عن ظهور الأعراض.
وأن هذه الناقلات العصبية صاحبة الدور الرئيسي في إصابة الإنسان بحالات القلق والتوتر وأعراضها المختلفة.
كما أن آخرين افترضوا أن عمليات بيولوجية عديدة تحدث في جسم الإنسان تكون لها دورًا كبيرًا في إصابته بالقلق والتوتر.
إلى جانب بعض العوامل الوراثية التي من شأنها أن تلعب دورًا محوريًا في إصابة الإنسان بالكثير من الأمراض النفسية والعضوية.
فيما تؤثر البيئة المحيطة بالإنسان في إصابته بالكثير من الأمراض النفسية إلى جانب العضوية منها، وأن لها تأثيرًا كبيرًا في ظهور أعراض القلق والتوتر هذه.
أسباب طبية وراء القلق
ترتبط الكثير من الحالات ارتباطًأ مباشرًا بمشكلات صحية قد يصاب بها المريض، وبالتالي يكون لها دور في ظهور أعراض القلق والتوتر.
ومن هذه المشكلات الصحية إصابة الإنسان بأمراض القلب، أو مرض السكري، أو مشكلات في نشاط الغدة الدرقية.
فيما تؤدي مشكلات الجهاز التنفسي واضطراباته أيضًا إلى ظهور أعراض القلق والتوتر على جسم الإنسان، وهذه الحالات مثل الربو.
علاوة على ذلك، فإن تعاطي المخدرات يؤثر سلبًا على شعور الإنسان بالقلق وإصابته باضطراباته، حتى أن الانسحاب من التعاطي يكون سببًا فيها.
بينما يعد إدمان الكحوليات أحد تلك الأسباب، وأن التعافي من إدمانه أيضًا يلعب دورًا في الإصابة بالقلق.
ويؤثر القولون العصبي في حالات كثيرة من حالات القلق عند المصابين به.
فيما يمكن أن تتسبب الأدوية في ظهور أعراض القلق والتوتر، على افتراض أنها أحد الأثار الجانبية لتلك الأدوية.
عوامل زيادة مخاطر الإصابة بالقلق
هناك الكثير من العوامل الشائعة التي تكون سببًا أو مصدرًا لإصابة الشخص بالقلق والتوتر، وهذه العوامل تزيد من مخاطر زيادة الاضطرابات.
إذ يمكن أن يكون الشخص قد عانى في طفلوته من الكثير من الصعوبات والمضايقات التي جعلتهم عرضة للإصابة بالكثير من اضطرابات القلق.
كما أن الإصابة بأمراض خطيرة تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات، وأيضًا محاولات العلاج من هذه الأمراض تزيد من تلك المخاطر.
أما تراكم التوتر النفسي فيكون عاملًا كبيرًا في أسباب زيادة القلق واضطراباته المتكررة والمتعددة، فيجعله على شفا حفرة من الإصابة بالحد الأقصى منها وبأكبر قدر من هذه الاضطرابات.
إلى جانب ذلك، تأتي السمات الشخصية كواحدة من أهم العوامل التي تعمل على زيادة مخاطر إصابة صاحبها باضطرابات القلق على مختلفة أنواعها.
حيث إن من يعانون من نقص في احتياجاتهم النفسية أو من تعرضوا لصدمات نفسية حادة أو قوبلوا برفض من الآخرين سواء في علاقات عاطفية أو اجتماعية، فإنهم عرضة للإصابة بقلق واضطرابات حادة.

الوقاية من القلق ومضاعفاته
المضاعفات
عند إصابة شخص ما بالقلق والتوتر فإن الأمر لا يتوقف عند مجرد خوفه من أمر ما وحسب.
إلا أن الأمر يتمادى وقد يصل إلى إلى إصابات أكثر سواء على المستوى الصحي الجسدي والنفسي.
حيث قد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب، كما هو الحال مع اضطرابات عقلية ونفسية أخرى.
فيما قد يؤدي القلق والتوتر إلى تعاطي المواد المخدرة والكحولية من أجل محاولة تجاوز تلك الاضطرابات.
فيما يؤدي اضطرابات القلق إلى أرق مزمن واضطرابات في النوم، الأمر الذي يؤثر بالتبعية على الحياة الاجتماعية والعملية وأيضًا الحالة الصحية.
وهذا الأمر ينطبق أيضًا على مشاكل الهضم والأمعاء واضطرابات المعدة، إلى جانب الصداع المزمن أيضًا، كلها تؤثر على الحالة الصحية والاجتماعية والعملية للشخص المصاب بالقلق والتوتر.
وأضرار هذا الأمر تصل إلى إعاقة الشخص على القيام بوظائفه في عمله، أو على مهامه الدراسية إن كان طالبًا، مما يؤثر على مستقبله، الأمر الذي يؤثر على حالته النفسية إذا تأثر سلبًا.
أما تدني نوعية الحياة وإهمال جوانبها المتعددة، كأحد نتيجة مضاعفات القلق والتوتر، فإن الأمر قد يصل في هذه المرحلة إلى الانتحار.
الوقاية
قد يصعب التنبؤ بالقلق واضطراباته ومصادره ومدى تأثيره في مرحلة ما، وأيضًا يصعب تجنب أسبابه، لكن الوعي في حد ذاته قد يساعد في هذا الأمر.
إذ إن معرفة أن طلب المساعدة في وقت مبكر ليس عيبًا أو أمرًا مشينًا، فكلما تأخر الأمر، زادت صعوبة علاجه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المحافظة على النشاط والحيوية على مدار اليوم من شأنه الوقاية من الوقوع في شرك القلق والتوتر.
ويمكنك ممارسة الرياضة بشكل منتظم، فهذا الأمر سيساعدك على عيش حياة صحية سليمة على المستوى الجسدي والنفسي.
إلى جانب تفادي تناول المواد المخدرة والكحوليات، إذ إنها أحد الأسباب الرئيسية في الوصول إلى مراحل متقدمة من اضطرابات القلق.
ودائًما، عند الشعور بأي عرض سواء كان جسديًا أو نفسيًا، عليك استشارة طبيب مختص، فهو المنوط بتقديم المساعدة إليك.
الخلاصة
إن القلق شعور نفسي فسيولوجي يصاحبه الشعور بالخوف من أسباب معينة، قد تكون مادية ملموسة، أو أخرى غير ذلك.
وتتعدد أسباب أعراض القلق والتوتر وتتباين، وذلك على مستوى تباين أنواعه المختلفة.
وتشمل هذه الأعراض الشعور بالتوتر العصبي، والخوف والذكر الدائم من الخطر واقتراب الموت.
إلى جانب صعوبات في التنفس واضطرابات في معدل ضربات القلق، والشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
علاوة على ذلك، تشمل أعراض القلق والتوتر مشكلات معوية واضطرابات في المعدة، بالإضافة إلى الصداع المزمن الدائم.
وينصح باستشارة الطبيب المختص قبل وصول هذه الاضطرابات بالشخص المصاب إلى مضاعفات لا يمكن معها التمكن من علاجه مبكرًا.